responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 638

(1) - صورته صورة الأمر و المراد الإباحة و هو عام في جميع المباحات «وَ لاََ تُسْرِفُوا» أي لا تجاوزوا الحلال إلى الحرام قال مجاهد لو أنفقت مثل أحد في طاعة الله لم تكن مسرفا و لو أنفقت درهما أو مدا في معصية الله لكان إسرافا و قيل معناه لا تخرجوا عن حد الاستواء في زيادة المقدار و قد حكي أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال ذات يوم لعلي بن الحسين بن واقد ليس في كتابكم من علم الطب شي‌ء و العلم علمان علم الأديان و علم الأبدان فقال له علي قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه و هو قوله «كُلُوا وَ اِشْرَبُوا وَ لاََ تُسْرِفُوا» و جمع نبينا ص الطب في‌ قوله المعدة بيت الداء و الحمية رأس كل دواء و أعط كل بدن ما عودته‌ فقال الطبيب ما ترك كتابكم و لا نبيكم لجالينوس طبا و قيل معناه و لا تأكلوا محرما و لا باطلا على وجه لا يحل و أكل الحرام و إن قل إسراف و مجاوزة للحد و ما استقبحه العقلاء و عاد بالضرر عليكم فهو أيضا إسراف لا يحل كمن يطبخ القدر بماء الورد و يطرح فيها المسك و كمن لا يملك إلا دينار فاشترى به طيبا فتطيب به و ترك عياله محتاجين «إِنَّهُ لاََ يُحِبُّ اَلْمُسْرِفِينَ» أي يبغضهم لأنه سبحانه قد ذمهم به و لو كان بمعنى لا يحبهم و لا يبغضكم لم يكن ذما و لا مدحا و لما حث الله سبحانه على تناول الزينة عند كل مسجد و ندب إليه الأكل و الشرب و نهي عن الإسراف و كان قوم من العرب يحرمون كثيرا من هذا الجنس‌حتى أنهم كانوا يحرمون السمون و الألبان في الإحرام و كانوا يحرمون السوائب و البحائر أنكر عز اسمه ذلك عليهم فقال‌} «قُلْ» يا محمد «مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللََّهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبََادِهِ وَ اَلطَّيِّبََاتِ مِنَ اَلرِّزْقِ» أي من حرم الثياب التي تتزين بها الناس مما أخرجها الله من الأرض لعباده و الطيبات من الرزق قيل هي المستلذات من الرزق و قيل هي و المحللات و الأول أظهر لخلوصها يوم القيامة للمؤمنين «قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا خََالِصَةً يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» قال ابن عباس يعني أن المؤمنين يشاركون المشركين في الطيبات في الدنيا فأكلوا من طيبات طعامهم و لبسوا من جياد ثيابهم و نكحوا من صالح نسائهم ثم يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا و ليس للمشركين فيها شي‌ء قال الفراء مجازاة هي للذين آمنوا مشتركة في الدنيا و هي خالصة لهم في الآخرة و هذا معنى قول ابن عباس و قيل معناه قل هي في الحياة الدنيا للذين آمنوا غير خالصة من الهموم و الأحزان و المشقة و هي خالصة يوم القيامة من ذلك عن الجبائي «كَذََلِكَ نُفَصِّلُ اَلْآيََاتِ» أي كما نميز لكم الآيات و ندلكم بها على منافعكم و صلاح‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 638
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست