responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 632

(1) - بالذكر «وَ لِبََاسُ اَلتَّقْوى‌ََ» هو العمل الصالح عن ابن عباس و قيل هو الحياء الذي يكسيكم التقوى عن الحسن و قيل هو ثياب النسك و التواضع إذا اقتصر عليه كلباس الصوف و الخشن من الثياب عن الجبائي و قيل هو لباس الحرب و الدرع و المغفر و الآلات التي يتقى بها من العدو عن زيد بن علي بن الحسين (ع) و أبي مسلم و قيل هو خشية الله تعالى عن عروة بن الزبير و قيل هو ستر العورة يتقي الله فيواري عورته عن ابن زيد و قيل هو الإيمان عن قتادة و السدي و لا مانع من حمل ذلك على الجميع «ذََلِكَ خَيْرٌ» أي لباس التقوى خير من جميع ما يلبس «ذََلِكَ مِنْ آيََاتِ اَللََّهِ» أي ذلك الذي خلقه الله و أنزله من حجج الله التي تدل على توحيده «لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ» معناه لكي يتفكروا فيها فيؤمنوا بالله و يصيروا إلى طاعته و ينتهوا عن معاصيه ثم خاطبهم سبحانه مرة أخرى فقال‌} «يََا بَنِي آدَمَ لاََ يَفْتِنَنَّكُمُ اَلشَّيْطََانُ» أي لا يضلنكم عن الدين و لا يصرفنكم عن الحق بأن يدعوكم إلى المعاصي التي تميل إليها النفوس و إنما صح أن ينهى الإنسان بصيغة النهي للشيطان لأنه أبلغ في التحذير من حيث يقتضي أنه يطلبنا بالمكروه و يقصدنا بالعداوة فالنهي له يدخل فيه النهي لنا عن ترك التحذير منه «كَمََا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ اَلْجَنَّةِ» نسب الإخراج إليه لما كان بإغوائه و إن كان خروجهما بأمر الله تعالى و جرى ذلك مجرى ذمه لفرعون بأنه يذبح أبناءهم و إنما أمر بذلك و تحقيق الذم فيها راجع إلى فعل المذموم و لكنه يذكر بهذه الصفة لبيان منزلة فعله في عظم الفاحشة «يَنْزِعُ عَنْهُمََا» عند وسوسته و دعائه لهما «لِبََاسَهُمََا» من ثياب الجنة و قيل كان لباسهما الظفر عن ابن عباس أي كان شبه الظفر و على خلقته و قيل كان لباسهما نورا عن وهب بن منبه «لِيُرِيَهُمََا سَوْآتِهِمََا» عوراتهما «إِنَّهُ» يعني الشيطان «يَرََاكُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُ» أي نسله عن الحسن و ابن زيد يدل عليه قوله‌ «أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيََاءَ مِنْ دُونِي» و قيل جنوده و أتباعه من الجن و الشياطين «مِنْ حَيْثُ لاََ تَرَوْنَهُمْ» قال ابن عباس إن الله تعالى جعلهم يجرون من بني آدم مجرى الدم و صدور بني آدم مساكن لهم كما قال‌ اَلَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ اَلنََّاسِ فهم يرون بني آدم و بنو آدم لا يرونهم قال قتادة و الله إن عدوا يراك من حيث لا تراه لشديد المئونة إلا من عصم الله و إنما قال ذلك لأنا إذا كنا لا نراهم لم نعرف قصدهم لنا بالكيد و الإغواء فينبغي أن نكون على حذر فيما نجده في أنفسنا من الوساوس خيفة أن يكون ذلك من الشيطان و إنما لا يراهم البشر لأن أجسامهم شفافة لطيفة تحتاج رؤيتها إلى فضل شعاع و قال أبو الهذيل و أبو بكر بن الإخشيد يجوز أن يمكنهم الله تعالى فينكشفوا فيراهم حينئذ من يحضرهم و إليه ذهب علي بن عيسى و قال إنهم ممكنون من ذلك و هو الذي نصره‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 632
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست