نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 615
(1) - الكفار بما يظهر من أفعالهم القبيحة و منها أن ذلك لطف للمكلفين إذا أخبروا به و مما يسأل على هذا أن يقال كيف يجمع بين قوله تعالى «وَ لاََ يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ اَلْمُجْرِمُونَفَيَوْمَئِذٍ لاََ يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لاََ جَانٌّ و قوله «فَلَنَسْئَلَنَّ اَلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ»فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ و الجواب عنه من وجوه (أحدها) أنه سبحانه نفي أن يسألهم سؤال استرشاد و استعلام و إنما يسألهم سؤال تبكيت و تقريع و لذلك قال عقيبه يُعْرَفُ اَلْمُجْرِمُونَ بِسِيمََاهُمْ و سؤال الاستعلام مثل قولك أين زيد و من عندك و هذا لا يجوز على الله سبحانه و سؤال التوبيخ و التقريع كمن يقول أ لم أحسن إليك فكفرت نعمتي و منه قوله أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يََا بَنِي آدَمَأَ لَمْ تَكُنْ آيََاتِي تُتْلىََ عَلَيْكُمْ و كقول الشاعر :
(أ طربا و أنت قنسري)
أي كبير السن و هذا توبيخ منه لنفسه أي كيف أطرب مع الكبر و الشيب و قد يكون السؤال للتقرير كقول الشاعر:
أ لستم خير من ركب المطايا # و أندى العالمين بطون راح
أي أنتم كذلك و في ضده قوله:
"و هل يصلح العطار ما أفسد الدهر"
أي لا يصلح و أما سؤال المرسلين فليس بتقريع و لا توبيخ لهم و لكنه توبيخ للكفار و تقريع لهم (و ثانيها) أنهم إنما يسألون يوم القيامة كما قال وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ثم تنقطع مسألتهم عند حصولهم في العقوبة و عند دخولهم النار فلا تنافي بين الخبرين بل هو إثبات للسؤال في وقت و نفي له في وقت آخر (و ثالثها) أن في القيامة مواقف ففي بعضها يسأل و في بعضها لا يسأل فلا تضاد بين الآيات و أما الجمع بين قوله فَلاََ أَنْسََابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لاََ يَتَسََاءَلُونَ و قوله «وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلىََ بَعْضٍ يَتَسََاءَلُونَ» فهو أن الأول معناه لا يسأل بعضهم بعضا سؤال استخبار عن الحال التي جهلها بعضهم لتشاغلهم عن ذلك و لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه و الثاني معناه يسأل بعضهم بعضا سؤال تلاوم و توبيخ كما قال في موضع آخر يَتَلاََوَمُونَ و كقوله «أَ نَحْنُ صَدَدْنََاكُمْ عَنِ اَلْهُدىََ» الآية و مثل ذلك كثير في القرآن ثم بين سبحانه ما ذكرناه من أنه لا يسألهم سؤال استعلام بقوله} «فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ» أي لنخبرنهم بجميع أفعالهم ليعلموا أن أعمالهم كانت محفوظة و ليعلم كل منهم جزاء عمله و أنه لا ظلم عليه و ليظهر لأهل الموقف أحوالهم «بِعِلْمٍ» قيل معناه نقص عليهم أعمالهم بأنا عالمون بها و قيل معناه بمعلوم كما قال
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 615