responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 599

(1) - (و ثالثها) أن المعنى أو يأتي إهلاك ربك إياهم بعذاب عاجل أو آجل أو بالقيامة و هذا كقولنا قد نزل فلان ببلد كذا و قد أتاهم فلان أي قد أوقع بهم عن الزجاج «أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيََاتِ رَبِّكَ» و ذلك نحو خروج الدابة أو طلوع الشمس من مغربها عن مجاهد و قتادة و السدي و روي عن النبي ص أنه قال بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها و الدابة و الدجال و الدخان و خويصة أحدكم أي موته و أمر العامة يعني القيامة «يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيََاتِ رَبِّكَ» التي تضطرهم إلى المعرفة و يزول التكليف عندها «لاََ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمََانُهََا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ» لأنه ينسد باب التوبة بظهور آيات القيامة و يضطر الله تعالى كل أحد إلى معرفته و معرفة المحسنات و المقبحات ضرورة و يعرفه أنه إن حاول القبيح أو ترك الحسن حيل بينه و بينه فيصير ملحا إلى فعل الحسن و ترك القبيح «أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمََانِهََا خَيْراً» عطف على قوله «آمَنَتْ» و قيل في معناه أقوال (أحدها) أنه إنما قال ذلك على جهة التغليب‌لأن الأكثر مما ينتفع بإيمانه حينئذ من كسب في إيمانه خيرا (و ثانيها) أنه لا ينفع أحدا فعل الإيمان و لا فعل خير فيه في تلك الحال لأنها حال زوال التكليف و إنما ينفع ذلك قبل تلك الحال عن السدي فيكون معناه لا ينفعه إيمانه حينئذ و إن كسب في إيمانه خيرا أي طاعة و برا لأن الإيمان و اكتساب الخير إنما ينفعان من قبل (و ثالثها) أنه الإبهام في أحد الأمرين فالمعنى أنه لا ينفع في ذلك اليوم إيمان نفس إذا لم تكن آمنت قبل ذلك اليوم أو ضمت إلى إيمانها أفعال الخير فإنها إذا آمنت قبل نفعها إيمانها و كذلك إذا ضمت إلى الإيمان طاعة نفعتها أيضا يريد أنه لا ينفع حينئذ إيمان من آمن من الكفار و لا طاعة من أطاع من المؤمنين و من آمن من قبل نفعه إيمانه بانفراده و كذلك من أطاع من المؤمنين نفعته طاعته أيضا و هذا أقوى الأقوال و أوضحها «قُلِ اِنْتَظِرُوا» إتيان الملائكة و وقوع هذه الآيات «إِنََّا مُنْتَظِرُونَ» بكم وقوعها و في هذه الآية حث على المسارعة إلى الإيمان و الطاعة قبل الحال التي لا يقبل فيها التوبة و فيها أيضا حجة على من يقول إن الإيمان اسم لأداء الواجبات و للطاعات فإنه سبحانه قد صرح فيها بأن اكتساب الخيرات غير الإيمان المجرد لعطفه سبحانه كسب الخيرات و هي الطاعات في الإيمان على فعل الإيمان فكأنه قال لا ينفع نفسا لم تؤمن قبل ذلك اليوم إيمانها ذلك اليوم و كذا لا ينفع نفسا لم تكن كاسبة خيرا في إيمانها قبل ذلك كسبها الخيرات ذلك اليوم و قد عكس الحاكم أبو سعيد في تفسيره الأمر فيه فقال هو خلاف ما يقوله المرجئة لأنه يدل على أن الإيمان بمجرده لا ينفع حتى يكون معه اكتساب الخيرات و ليت شعري كيف تدل الآية على ما قاله و كيف حكم لنفسه على خصمه فيما الحكم فيه لخصمه عليه و هل هذا إلا عدول‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 599
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست