responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 567

(1) - من الإنس خاصة فإنه يحتمل أن يكون لتغليب أحدهما على الآخر كما قال تعالى‌ «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اَللُّؤْلُؤُ وَ اَلْمَرْجََانُ» و إن كان اللؤلؤ يخرج من الملح دون العذب و كما يقال أكلت الخبز و اللبن و إنما يؤكل الخبز و يشرب اللبن و هو قول أكثر المفسرين و الزجاج و الرماني و قيل إنه أرسل رسل إلى الجن كما أرسل إلى الإنس عن الضحاك و قال الكلبي كان الرسل يرسلون إلى الإنس ثم بعث محمد ص إلى الإنس و الجن و قال ابن عباس إنما بعث الرسول من الإنس ثم كان يرسل هو إلى الجن رسولا من الجن و قال مجاهد الرسل من الإنس و النذر من الجن «يَقُصُّونَ» أي يتلون و يقرءون «عَلَيْكُمْ آيََاتِي» أي حجبي و دلائلي و بيناتي «وَ يُنْذِرُونَكُمْ» أي يخوفونكم «لِقََاءَ يَوْمِكُمْ هََذََا» أي لقاء ما تستحقونه من العقاب في هذا اليوم و حصولكم فيه يعني يوم القيامة «قََالُوا شَهِدْنََا عَلى‌ََ أَنْفُسِنََا» بالكفر و العصيان في حال التكليف و لزوم الحجة و انقطاع المعذرة و اعترافنا بذلك «وَ غَرَّتْهُمُ اَلْحَيََاةُ اَلدُّنْيََا» أي تزينت لهم بظاهرها حتى اغتروا بها «وَ شَهِدُوا عَلى‌ََ أَنْفُسِهِمْ» في الآخرة «أَنَّهُمْ كََانُوا كََافِرِينَ» في الدنيا أي أقروا بذلك و شهدوا باستحقاقهم العقاب‌} «ذََلِكَ» حكم الله تعالى «أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ» أي لأنه لم يكن ربك «مُهْلِكَ اَلْقُرى‌ََ بِظُلْمٍ وَ أَهْلُهََا غََافِلُونَ» و هذا يجري مجرى التعليل أي لأجل أنه لم يكن الله تعالى ليهلك أهل القرى بظلم يكون منهم حتى يبعث إليهم رسلا ينبهونهم على حجج الله تعالى و يزجرونهم و يذكرونهم و لا يؤاخذهم بغتة و هذا إنما يكون منه تعالى على وجه الاستظهار في الحجة دون أن يكون ذلك واجبا لأن ما فعلوه من الظلم قد استحقوا به العقاب و قيل معناه أنه تعالى لا يهلكهم بظلم منه على غفلة منهم من غير تنبيه و تذكير عن الفراء و الجبائي و مثله قوله‌ وَ مََا كََانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ اَلْقُرى‌ََ بِظُلْمٍ وَ أَهْلُهََا مُصْلِحُونَ و في هذا دلالة واضحة على أنه تعالى منزه عن الظلم و لو كان الظلم من خلقه لما صح تنزهه تعالى عنه‌} «وَ لِكُلٍّ» أي و لكل عامل طاعة أو معصية «دَرَجََاتٌ مِمََّا عَمِلُوا» أي مراتب في عمله على حسب ما يستحقه فيجازى عليه إن كان خيرا فخير و إن كان شرا فشر و إنما سميت درجات لتفاضلها كتفاضل الدرج في الارتفاع و الانحطاط و إنما يعبر عن تفاضل أهل الجنة بالدرج و عن تفاضل أهل النار بالدرك إلا أنه لما جمع بينهم عبر عن تفاضلهم بالدرج تغليبا لصفة أهل الجنة «وَ مََا رَبُّكَ» يا محمد أو أيها السامع «بِغََافِلٍ» أي ساه «عَمََّا يَعْمَلُونَ» أي لا يشذ شي‌ء من ذلك عن عمله فيجازيهم على حسب ما يستحقونه من الجزاء و في هذا تنبيه و تذكير للخلق في كل أمورهم.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 567
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست