responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 564

(1) -

المعنى‌

ثم عطف سبحانه على ما تقدم فقال «وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً» أي يجمعهم يريد جميع الخلق و قيل الإنس و الجن لأنه يتعقبه حديثهم و قيل يريد الكفار و انتصب اليوم بالقول المضمر لأن المعنى «وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً» يقول «يََا مَعْشَرَ اَلْجِنِّ» أي يا جماعة الجن «قَدِ اِسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ اَلْإِنْسِ» أي قد استكثرتم ممن أضللتموه من الإنس عن الزجاج و هو مأخوذ من قول ابن عباس معناه من إغواء الإنس و إضلالهم «وَ قََالَ أَوْلِيََاؤُهُمْ» أي متبعوهم «مِنَ اَلْإِنْسِ رَبَّنَا اِسْتَمْتَعَ بَعْضُنََا بِبَعْضٍ» أي انتفع بعضنا ببعض و قد قيل فيه أقوال (أحدها) أن استمتاع الجن بالإنس أن اتخذهم الإنس قادة و رؤساء فاتبعوا أهواءهم و استمتاع الإنس بالجن انتفاعهم في الدنيا بما زين لهم الجن من اللذات و دعوهم إليه من الشهوات (و ثانيها) أن استمتاع الإنس بالجن أن الرجل كان إذا سافر و خاف الجن في سلوك طريق قال أعوذ بسيد هذا الوادي ثم يسلك فلا يخاف و كانوا يرون ذلك استجارة بالجن و إن الجن تجيرهم كما قال الله تعالى‌ وَ أَنَّهُ كََانَ رِجََالٌ مِنَ اَلْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجََالٍ مِنَ اَلْجِنِّ فَزََادُوهُمْ رَهَقاً و استمتاع الجن بالإنس أن الجن إذا اعتقدوا أن الإنس يتعوذون بهم و يعتقدون أنهم ينفعونهم و يضرونهم كان في ذلك لهم سرور و نفع عن الحسن و ابن جريج و الزجاج و غيرهم (و ثالثها) أن المراد بالاستمتاع طاعة بعضهم لبعض و موافقة بعضهم بعضا عن محمد بن كعب قال البلخي و يحتمل أن يكون الاستمتاع مقصورا عن الإنس فيكون الإنس استمتع بعضهم ببعض دون الجن و قوله «وَ بَلَغْنََا أَجَلَنَا اَلَّذِي أَجَّلْتَ لَنََا» يعني بالأجل الموت عن الحسن و السدي و قيل البعث و الحشر لأن الحشر أجل الجزاء كما أن الموت أجل استدراك ما مضى قال الجبائي و في هذا دلالة على أنه لا أجل إلا واحد لأنه لو كان أجلان لكان الرجل إذا اقتطع دون الموت بأن يقتل لم يكن بلغ أجله و الآية تتضمن أنهم أجمع قالوا بلغنا أجلنا الذي أجلت لنا و قال علي بن عيسى و غيره من البغداديين لا دلالة في الآية على ذلك بل لا يمتنع أن يكون للإنسان أجلان (أحدهما) ما يقع فيه الموت (و الآخر) ما يقع فيه الحشر أو ما كان يجوز أن يعيش إليه‌ «قََالَ» الله تعالى لهم «اَلنََّارُ مَثْوََاكُمْ» أي مقامكم و الثواء الإقامة «خََالِدِينَ فِيهََا» أي دائمين مؤبدين فيها معذبين «إِلاََّ مََا شََاءَ اَللََّهُ» و قيل في معنى هذا الاستثناء أقوال (أحدها) ما روي عن ابن عباس أنه قال كان وعيد الكفار مبهما غير مقطوع به ثم قطع به لقوله تعالى‌ «إِنَّ اَللََّهَ لاََ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ» (و ثانيها) أن الاستثناء إنما هو من يوم القيامة لأن قوله «وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً» هو يوم القيامة فقال «خََالِدِينَ فِيهََا» مذ يوم يبعثون إلا ما شاء الله من مقدار حشرهم من قبورهم و مقدار مدتهم في محاسبتهم عن الزجاج قال‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 564
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست