responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 562

(1) - صدره عنه أو كان قلبه يصعد في السماء نبوا عن الإسلام و الحكمة عن الزجاج (و ثانيها) أن معنى يصعد كأنه يتكلف مشقة في ارتقاء صعود و على هذا قيل عقبة عنوت و كؤود عن أبي علي الفارسي قال و لا يكون السماء في هذا القول المظلة للأرض و لكن كما قال سيبويه القيدود الطويل في غير سماء أي في غير ارتفاع صعدا و قريب منه ما روي عن سعيد بن جبير أن معناه كأنه لا يجد مسلكا إلا صعدا (و ثالثها) أن معناه كأنما ينزع قلبه إلى السماء لشدة المشقة عليه في مفارقة مذهبه «كَذََلِكَ يَجْعَلُ اَللََّهُ اَلرِّجْسَ» أي العذاب عن ابن زيد و غيره من أهل اللغة و قيل هو ما لا خير فيه عن مجاهد «عَلَى اَلَّذِينَ لاََ يُؤْمِنُونَ» و في هذا دلالة على صحة التأويل الأول‌لأنه تعالى بين أن الإضلال المذكور في الآية كان على وجه العقوبة على الكفر و لو كان المراد به الإجبار على الكفر لقال كذلك لا يؤمن من جعل الله الرجس على قلبه و وجه التشبيه في قوله «كَذََلِكَ يَجْعَلُ اَللََّهُ اَلرِّجْسَ» أنه يجعل الرجس على هؤلاء كما يجعل ضيق الصدر في قلوب أولئك و أن كل ذلك على وجه الاستحقاق و روى العياشي بإسناده عن أبي بصير عن خيثمة قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول أن القلب يتقلب من لدن موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحق فإذا أصاب الحق قر ثم قرأ هذه الآية.

المعنى‌

ثم أشار تعالى إلى ما تقدم من البيان فقال «وَ هََذََا صِرََاطُ رَبِّكَ» أي طريق ربك و هو القرآن عن ابن مسعود و الإسلام عن ابن عباس و إنما أضافه إلى نفسه لأنه تعالى هو الذي دل عليه و أرشد إليه «مُسْتَقِيماً» لا اعوجاج فيه و إنما انتصب على الحال و إنما وصف الصراط الذي هو أدلة الحق بالاستقامة مع اختلاف وجوه الأدلة لأنها مع اختلافها تؤدي إلى الحق فكأنها طريق واحد لسلامة جميعها من التناقض و الفساد «قَدْ فَصَّلْنَا اَلْآيََاتِ» أي بيناها و ميزناها «لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ» و أصله يتذكرون خص المتذكرين بذلك لأنهم المنتفعون بالحجج كما قال‌ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ «لَهُمْ دََارُ اَلسَّلاََمِ» أي للذين تذكروا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 562
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست