responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 549

(1) - قال إن ربك هو أعلم يعلم من يضل عن سبيله و صيغة أفعل من كذا لا تتعدى لأنها غير جارية على الفعل و لا معدولة عن الجارية على الفعل كما عدل ضروب عن ضارب و متجار عن تاجر عن أبي علي الفارسي و زعم قوم أن أعلم هاهنا بمعنى يعلم‌كما قال حاتم الطائي :

فحالفت طيئ من دوننا حلفا # و الله أعلم ما كنا لهم خذلا

و قالت الخنساء :

أ لقوم أعلم أن جفنته # تغدو غداة الريح أو تسري‌

و هذا فاسد لأنه لا يطابق قوله وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ و لا يجوز أن يكون من في موضع جر بإضافة أعلم إليه لأن أفعل لا يضاف إلا إلى ما هو بعضه و جل ربنا و تقدس عن أن يكون بعض الضالين و لا بعض المضلين.

المعنى‌

لما تقدم ذكر الكتاب بين سبحانه في هذه الآية أن من تبع غير الكتاب ضل و أضل فقال «وَ إِنْ تُطِعْ» يا محمد خاطبه ص و المراد غيره و قيل المراد هو و غيره و الطاعة هي امتثال الأمر و موافقة المطيع المطاع فيما يريده منه إذا كان المريد فوقه و الفرق بينها و بين الإجابة أن الإجابة عامة في موافقة الإرادة الواقعة موقع المسألة و لا يراعى فيها الرتبة «أَكْثَرَ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ» يعني الكفار و أهل الضلالة و إنما ذكر الأكثر لأنه علم سبحانه أن منهم من يؤمن و يدعو إلى الحق و يذب عن الدين و لكن هم الأقل و الأكثر الضلال «يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اَللََّهِ» أي عن دينه و في هذا دلالة على أنه لا عبرة في دين الله و معرفة الحق بالقلة و الكثرة لجواز أن يكون الحق مع الأقل و إنما الاعتبار فيه بالحجة دون القلة و الكثرة «إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ اَلظَّنَّ» أي ما يتبع هؤلاء المشركون فيما يعتقدونه و يدعون إليه إلا الظن «وَ إِنْ هُمْ إِلاََّ يَخْرُصُونَ» أي ما هم إلا يكذبون و قيل معناه أنهم لا يقولون عن علم و لكن عن خرص و تخمين و قال ابن عباس كانوا يدعون النبي ص و المؤمنين إلى أكل الميتة و يقولون أ تأكلون ما قتلتم و لا تأكلون ما قتل ربكم فهذا ضلالهم‌ «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ» خاطب سبحانه نبيه ص و إن عنى به جميع الأمة و يسأل فيقال كيف جاز في صفة القديم سبحانه أعلم مع أنه سبحانه لا يخلو من أن يكون أعلم بالمعنى ممن يعلمه أو ممن لا يعلمه و كلاهما لا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 549
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست