responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 545

(1) - بكذا فأضل صاحبك بمثلها فكذلك يوحي بعضهم إلى بعض‌ و روي عن أبي جعفر (ع) أيضا أنه قال إن الشياطين يلقي بعضهم بعضا فيلقي إليه ما يغوى به الخلق حتى يتعلم بعضهم من بعض‌ «يُوحِي» أي يوسوس و يلقي خفية «بَعْضُهُمْ إِلى‌ََ بَعْضٍ زُخْرُفَ اَلْقَوْلِ» أي المموه المزين الذي يستحسن ظاهره لا حقيقة له و لا أصل «غُرُوراً» أي يغرونهم بذلك غرورا أو ليغروهم بذلك «وَ لَوْ شََاءَ رَبُّكَ مََا فَعَلُوهُ» أخبر سبحانه أنه لو شاء أن يمنعهم من ذلك جبرا و يحول بينهم و بينه لقدر على ذلك و لو حال بينهم و بينه لما فعلوه و لكنه خلى بينهم و بين أفعالهم إبقاء للتكليف و امتحانا للمكلفين و قيل معناه و لو شاء ربك ما فعلوه بأن ينزل عليهم عذابا أو آية فتظل أعناقهم لها خاضعين‌ «فَذَرْهُمْ وَ مََا يَفْتَرُونَ» أي دعهم و افتراءهم الكذب فإني أجازيهم و أعاقبهم أمر سبحانه نبيه ص بأن يخلي بينهم و بين ما اختاروه و لا يمنعهم منه بالقهر تهديدا لهم كما قال‌ اِعْمَلُوا مََا شِئْتُمْ دون أن يكون أمرا واجبا أو ندبا «وَ لِتَصْغى‌ََ إِلَيْهِ» أي و لتميل إلى هذا الوحي بزخرف القول أو إلى هذا القول المزخرف «أَفْئِدَةُ» أي قلوب «اَلَّذِينَ لاََ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ» و العامل في قوله «وَ لِتَصْغى‌ََ» قوله «يُوحِي» و لا يجوز أن يكون العامل فيه جعلنا لأن الله سبحانه لا يجوز أن يريد إصغاء القلوب إلى الكفر و وحي الشياطين إلا أن تجعلها لام العاقبة كما في قوله‌ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً على أنه غير معلوم أن كل من أرادوا منه الصغو قد صغى إلى كلامهم و لم يصح ذلك أيضا في قوله «وَ لِيَرْضَوْهُ وَ لِيَقْتَرِفُوا مََا هُمْ مُقْتَرِفُونَ» لأنه غير معلوم حصول ذلك و على ما قلناه يكون جميع ذلك معطوفا بعضه على بعض و المراد بالأفئدة أصحاب الأفئدة و لكن لما كان الاعتقاد في القلب و كذلك الشهوة أسند الصغو إلى القلب «وَ لِيَرْضَوْهُ» أي و ليرضوا ما أوحي إليهم من القول المزخرف «وَ لِيَقْتَرِفُوا» أي و ليكتسبوا من الإثم و المعاصي «مََا هُمْ مُقْتَرِفُونَ» أي مكتسبون في عداوة النبي ص و المؤمنين عن ابن عباس و السدي و قال أبو علي الجبائي إن اللام في قوله «وَ لِتَصْغى‌ََ» و ما بعده لام الأمر و المراد بها التهديد كما قال سبحانه «اِعْمَلُوا مََا شِئْتُمْ» و استفزز من استطعت و هذا غلط فاحش لأنه لو كان كذلك لقال و لتصغ فحذف الألف و قال البلخي اللام في و لتصغى لام العاقبة و ما بعده لام الأمر الذي يراد به التهديد و هذا جائز إلا أن فيه تعسفا فالأصح ما ذكرناه.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 545
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست