responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 544

(1) - خرج يقترف لأهله أي يكتسب لهم و قارف فلان هذا الأمر إذا واقعة و عمله و قرف الذنب و اقترفه عمله و قرفه بما ادعاه عليه أي رماه بالريبة و قرف القرحة أي قشر منها و اقترف كذبا .

الإعراب‌

نصب عدوا على أحد وجهين إما أن يكون مفعول جعلنا و شياطين بدل منه و مفسر له و عدوا في معنى أعداء و إما أن يكون أصله خبرا و يكون هنا مفعولا ثانيا لجعلنا على تقدير جعلنا شياطين الإنس و الجن عدوا أي أعداء و قوله «غُرُوراً» نصب على المصدر من معنى الفعل المتقدم لأن معنى إيحاء الزخرف من القول معنى الغرور فكأنه قال يغرون غرورا عن الزجاج و قيل أنه مفعول له عن ابن جني و قيل نصب على البدل من زخرف عن أبي مسلم .

ـ

المعنى

ثم بين سبحانه ما كان عليه حال الأنبياء (ع) مع أعدائهم تسلية لنبيه ص فقال «وَ كَذََلِكَ جَعَلْنََا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيََاطِينَ اَلْإِنْسِ وَ اَلْجِنِّ» أي و كما جعلنا لك شياطين الإنس و الجن أعداء كذلك جعلنا لمن تقدمك من الأنبياء و أممهم و قيل في معنى قوله و جعلنا هنا وجوه (أحدها) أن المراد كما أمرناك بعداوة قومك من المشركين فقد أمرنا من قبلك بمعاداة أعدائهم من الجن و الإنس و متى أمر الله رسوله بمعاداة قوم من المشركين فقد جعلهم أعداء له و قد يقول الأمير للمبارز من عسكره جعلت فلانا قرنك في المبارزة و إنما يعني بذلك أنه أمره بمبارزته لأنه إذا أمره بمبارزته فقد جعل من يبارزه قرنا له (و ثانيها) أن معناه حكمنا بأنهم أعداء و أخبرنا بذلك لتعاملوهم معاملة الأعداء في الاحتراز عنهم و الاستعداد لدفع شرهم و هذا كما يقال جعل القاضي فلانا عدلا و فلانا فاسقا إذا حكم بعدالة هذا و فسق ذلك (و ثالثها) أن المراد خلينا بينهم و بين اختيارهم العداوة لم نمنعهم عن ذلك كرها و لا جبرا لأن ذلك يزيل التكليف‌ (و رابعها) أنه سبحانه إنما أضاف ذلك إلى نفسه لأنه سبحانه لما أرسل إليهم الرسل و أمرهم بدعائهم إلى الإسلام و الإيمان و خلع ما كانوا يعبدونه من الأصنام و الأوثان نصبوا عند ذلك العداوة لأنبيائه (ع) و مثله قوله سبحانه مخبرا عن نوح (ع) «فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعََائِي إِلاََّ فِرََاراً» و المراد بشياطين الإنس و الجن مردة الكفار من الفريقين عن الحسن و قتادة و مجاهد و قيل إن شياطين الإنس الذين يغوونهم و شياطين الجن الذين هم من ولد إبليس عن السدي و عكرمة و في تفسير الكلبي عن ابن عباس أن إبليس جعل جنده فريقين فبعث فريقا منهم إلى الإنس و فريقا إلى الجن فشياطين الإنس و الجن أعداء الرسل و المؤمنين فيلتقي شياطين الإنس و شياطين الجن في كل حين فيقول بعضهم لبعض أضللت صاحبي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 544
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست