responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 532

(1) -

اللغة

الوكيل على الشي‌ء هو الحافظ له الذي يحوطه و يدفع الضرر عنه و إنما وصف سبحانه نفسه بأنه وكيل مع أنه مالك الأشياء لأنه لما كانت منافعها لغيره لاستحالة المنافع عليه و المضار صحت هذه الصفة له و قيل الوكيل من يوكل إليه الأمور يقال وكلت إليه هذا الأمر أي وليته تدبيره و المؤمن يتوكل على الله أي يفوض أمره إليه و الإدراك اللحاق يقال أدرك قتادة الحسن أي لحقه و أدرك الطعام نضج و أدرك الزرع بلغ منتهاه و أدرك الغلام بلغ و لحق حال الرجولية و أدركته ببصري لحقته ببصري و تدارك القوم تلاحقوا و لا يكون الإدراك بمعنى الإحاطة لأن الجدار محيط بالدار و ليس بمدرك لها و البصر الحاسة التي تقع بها الرؤية .

الإعراب‌

«خََالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ» خبر مبتدإ محذوف و يجوز أن يكون صفة ربكم و كان يجوز نصبه على الحال لأنه نكرة اتصل بمعرفة بعد التمام.

المعنى‌

لما قدم سبحانه ذكر الأدلة على وحدانيته عقبه بتنبيه عباده على أنه الإله المستحق للطاعة و العبادة و تعليمهم الاستدلال بأفعاله عليه فقال «ذََلِكُمُ» أي ذلك الذي خلق هذه الأشياء و دبر هذه التدابير لكم أيها الناس هو «اَللََّهُ رَبُّكُمْ» أي خالقكم و مالككم و مدبركم و سيدكم «لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ خََالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ» أي كل مخلوق من الأجسام و الأعراض التي لا يقدر عليها غيره «فَاعْبُدُوهُ» لأنه المستحق للعبادة «وَ هُوَ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَكِيلٌ» أي حافظ و مدبر و حفيظ على خلقه فهو وكيل على الخلق و لا يقال وكيل لهم‌} «لاََ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصََارُ» أي لا تراه العيون لأن الإدراك متى قرن بالبصر لم يفهم منه إلا الرؤية كما أنه إذا قرن بآلة السمع فقيل أدركت بإذني لم يفهم منه إلا السماع و كذلك إذا أضيف إلى كل واحد من الحواس أفاد ما تلك الحاسة آلة فيه فقولهم أدركته بفمي معناه وجدت طعمه و أدركته بأنفي معناه وجدت رائحته «وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصََارَ» تقديره لا تدركه ذوو الأبصار و هو يدرك ذوي الأبصار أي المبصرين و معناه أنه يرى و لا يرى و بهذا خالف سبحانه جميع الموجودات لأن منها ما يرى و يرى كالأحياء و منها ما يرى و لا يرى كالجمادات و الأعراض المدركة و منها ما لا يرى و لا يرى كالأعراض غير المدركة فالله تعالى خالف جميعها و تفرد بأن يرى و لا يرى و تمدح في الآية بمجموع الأمرين كما تمدح في الآية الأخرى بقوله‌ وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لاََ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 532
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست