responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 515

515

(1) - الحبر السمين و كان سمينا فغضب و قال ما أنزل الله على بشر من شي‌ء فقال له أصحابه ويحك و لا موسى فنزلت الآية عن سعيد بن جبير و قيل إن الرجل كان فنحاص بن عازورا و هو قائل هذه المقالة عن السدي و قيل أن اليهود قالت يا محمد أنزل الله عليك كتابا قال نعم قالوا و الله ما أنزل الله من السماء كتابافنزلت الآية عن ابن عباس و في رواية أخرى عنه أنها نزلت في الكفار أنكروا قدرة الله عليهم فمن أقر أن الله على كل شي‌ء قدير فقد قدر الله حق قدره و قيل نزلت في مشركي قريش عن مجاهد .

ـ

المعنى‌

لما تقدم ذكر الأنبياء و النبوة عقبه سبحانه بالتهجين لمن أنكر النبوة فقال «وَ مََا قَدَرُوا اَللََّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» أي ما عرفوا الله حق معرفته و ما عظموه حق عظمته و ما وصفوه بما هو أهل أن يوصف به «إِذْ قََالُوا مََا أَنْزَلَ اَللََّهُ عَلى‌ََ بَشَرٍ مِنْ شَيْ‌ءٍ» أي ما أرسل الله رسولا و لم ينزل على بشر شيئا مع أن المصلحة و الحكمة تقتضيان ذلك و المعجزات الباهرة تدل على بعثة كثير منهم ثم أمر سبحانه نبيه (ص) فقال «قُلْ» يا محمد لهم «مَنْ أَنْزَلَ اَلْكِتََابَ اَلَّذِي جََاءَ بِهِ مُوسى‌ََ » يعني التوراة و إنما احتج بذلك عليهم لأن القائل لذلك من اليهود و من قال أن المعني بالآية مشركو العرب قال احتج عليهم بالأمر الظاهر ثم بين أن منزلة محمد في ذلك كمنزلة موسى «نُوراً» أي يستضاء به في الدين كما يستضاء بالنور في الدنيا «وَ هُدىً لِلنََّاسِ» أي دلالة يهتدون به «تَجْعَلُونَهُ قَرََاطِيسَ» أي كتبا و صحفا متفرقة و قال أبو علي الفارسي معناه تجعلونه ذا قراطيس أي تودعونه إياها «تُبْدُونَهََا وَ تُخْفُونَ كَثِيراً» أي تبدون بعضها و تكتمون بعضها و هو ما في الكتب من صفات النبي (ص) و الإشارة إليه و البشارة به «وَ عُلِّمْتُمْ مََا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَ لاََ آبََاؤُكُمْ» قيل إنه خطاب للمسلمين يذكرهم ما أنعم به عليهم عن مجاهد و قيل هو خطاب لليهود أي علمتم التوراة فضيعتموه و لم تنتفعوا به و قيل معناه علمتم بالقرآن ما لم تعلموا عن الحسن «قُلْ» يا محمد «اَللََّهَ» أي الله أنزل ذلك و هذا كما إن الإنسان إذا أراد البيان و الاحتجاج بما يعلم أن الخصم مقر به و لا يستطيع دفعه ذكر ذلك ثم تولى الجواب عنه بما قد علم أنه لا جواب له غيره «ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ» أي دعهم و ما يختارونه من العناد و ما خاضوا فيه من الباطل و اللعب و ليس هذا على إباحة ترك الدعاء و الإنذار بل على ضرب من التوعد و التهدد كأنه قال دعهم فسيعلمون عاقبة أمرهم.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست