responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 501

(1) - الله تعالى (و ثانيها) أنه إنما قال ذلك قبل بلوغه و لما قارب كمال العقل حركته الخواطر فيما شاهده من هذه الحوادث فلما رأى الكوكب و نوره و إشراقه و زهوره ظن أنه ربه فلما أفل و انتقل من حال إلى حال قال لا أحب الآفلين‌} «فَلَمََّا رَأَى اَلْقَمَرَ بََازِغاً» عند طلوعه و رأى كبره و إشراقه و انبساط نوره و ضيائه في الدنيا «قََالَ هََذََا رَبِّي فَلَمََّا أَفَلَ» و صار مثل الكوكب في الأفول و الغيبوبة و علم أنه لا يجوز أن يكون ذلك صفة الإله «قََالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي» إلى رشدي و لم يوفقني و يلطف بي في إصابة الحق من توحيده «لَأَكُونَنَّ مِنَ اَلْقَوْمِ اَلضََّالِّينَ» بعبادة هذه الحوادث‌ «فَلَمََّا رَأَى اَلشَّمْسَ بََازِغَةً» أي طالعة و قد ملأت الدنيا نورا و رأى عظمها و كبرها «قََالَ هََذََا رَبِّي هََذََا أَكْبَرُ» من الكوكب و القمر «فَلَمََّا أَفَلَتْ قََالَ» حينئذ لقومه «يََا قَوْمِ إِنِّي بَرِي‌ءٌ مِمََّا تُشْرِكُونَ» مع الله الذي خلقني و خلقكم في عبادته من آلهتكم فلما أكمل الله عقله و ضبط بفكره النظر في حدوث الأجسام بأن وجدها غير منفكة من المعاني المحدثة و أنه لا بد لها من محدث قال حينئذ لقومه‌} «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ» أي نفسي «لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ حَنِيفاً» أي مخلصا مائلا عن الشرك إلى الإخلاص «وَ مََا أَنَا مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ» و هذا اختيار أبي علي الجبائي و يسأل عن القول الأول كيف قال (ع) هذا ربي مخبرا و هو غير عالم بما يخبر به و الإخبار بما لا يأمن المخبر أن يكون فيه كاذبا قبيح‌و الجواب عنه من وجهين (أحدهما) أنه لم يقل ذلك مخبرا و إنما قاله فارضا و مقدرا على سبيل التأمل كما يفرض أحدنا إذا نظر في حدوث الأجسام كونها قديمة ليتبين ما يؤدي إليه الفرض من الفساد و لا يكون بذلك مخبرا في الحقيقة (و الآخر) أنه أخبر عن ظنه و قد يجوز أن يظن المتفكر في حال فكره و نظره ما لا أصل له ثم يرجع عنه بالأدلة.

(سؤال آخر) كيف تعجب إبراهيم (ع) من رؤية هذه الأشياء تعجب من لم يكن رآها و كيف يجوز أن يكون مع كمال عقله لم يشاهد السماء و الكواكب و الجواب أنه لا يمتنع أن يكون (ع) ما رأى السماء إلا في ذلك الوقت لأنه قد روي أن أمه كانت ولدته في مغارة خوفا من أن يقتله نمرود و من يكون في المغارة لا يرى السماء فلما قارب البلوغ و بلغ حد التكليف خرج من المغارة و رأى السماء و قد يجوز أيضا أن يكون قد رأى السماء قبل ذلك إلا أنه لم يفكر في إعلامها لأن الفكر لم يكن واجبا عليه و حين كمل عقله فكر في ذلك (و ثالثها) أن إبراهيم (ع) لم يقل «هََذََا رَبِّي» على طريق الشك بل كان عالما موقنا أن ربه سبحانه لا يجوز أن يكون بصفة الكواكب و إنما قال ذلك على سبيل الإنكار على قومه و التنبيه لهم على أن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 501
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست