نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 500
(1) - و البزوغ الطلوع يقال بزغت الشمس إذا طلعت و يسمى ثلاث ليال من أول الشهر الهلال ثم يسمى قمرا إلى آخر الشهر و إنما يسمى قمرا لبياضه و حمار أقمر أبيض و الحنيف المائل إلى الحق .
الإعراب
السؤال يقال لم قال «هََذََا رَبِّي» و لم يقل هذه كما قال «بََازِغَةً» و الجواب أن التقدير هذا النور الطالع ربي ليكون الخبر و المخبر عنه جميعا على التذكير كما كان جميعا على التأنيث في «رَأَى اَلشَّمْسَ بََازِغَةً» و قال ابن فضال المجاشعي قوله «رَأَى اَلشَّمْسَ بََازِغَةً» إخبار من الله تعالى و قوله «هََذََا رَبِّي» من كلام إبراهيم و الشمس مؤنثة في كلام العرب و أما في كلام ما سواهم فيجوز أن لا تكون مؤنثة و إبراهيم (ع) لم يكن عربيا فحكى الله تعالى كلامه على ما كان في لغته و يقال لم أنث الشمس و ذكر القمر و الجواب أن تأنيثها تفخيم لها لكثرة ضيائها على حد قولهم نسابة و علامة و ليس القمر كذلك لأنه دونها في الضياء و يقال لم دخلت الألف و اللام فيها و هي واحدة و لم تدخل في زيد و عمرو قيل لأن شعاع الشمس يقع عليه اسم الشمس فاحتيج إلى التعريف إذا قصد إلى جرم الشمس أو إلى الشعاع على طريق الجنس أو الواحد من الجنس و ليس زيد و نحوه كذلك.
ـ
المعنى
لما تقدم ذكر الآيات التي أراها الله تعالى إبراهيم (ع) بين سبحانه كيف استدل بها و كيف عرف الحق من جهتها فقال «فَلَمََّا جَنَّ عَلَيْهِ اَللَّيْلُ» أي أظلم عليه و ستر بظلامه كل ضياء «رَأىََ كَوْكَباً» و اختلف في الكوكب الذي رآه فقيل هو الزهرة و قيل هو المشتري «قََالَ هََذََا رَبِّي فَلَمََّا أَفَلَ» أي غرب «قََالَ لاََ أُحِبُّ اَلْآفِلِينَ» و اختلف في تفسير هذه الآيات على أقوال (أحدها) أن إبراهيم (ع) إنما قال ذلك عند كمال عقله في زمان مهلة النظر و خطور الخاطر الموجب عليه النظر بقلبه لأنه (ع) لما أكمل الله عقله و حرك دواعيه على الفكر و التأمل رأى الكوكب فأعظمه و أعجبه نوره و حسنه و قد كان قومه يعبدون الكواكب فقال هذا ربي على سبيل الفكر فلما أفل علم أن الأفول لا يجوز على الإله فاستدل بذلك على أنه محدث مخلوق و كذلك كانت حاله في رؤية القمر و الشمس فإنه لما رأى أفولهما قطع على حدوثهما و استحالة إلهيتهماو قال في آخر كلامه «يََا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمََّا تُشْرِكُونَ ` إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ» إلى آخره و كان هذا القول منه عقيب معرفته بالله تعالى و علمه بأن صفات المحدثين لا تجوز عليه و هذا اختيار أبي القاسم البلخي و غيره قال و زمان مهلة النظر هي أكثر من ساعة و أقل من شهر و لا يعلم ما بينهما إلا
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 500