responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 466

(1) -

المعنى‌

ثم أعلم الله سبحانه نبيه حال الأمم الماضية في مخالفة رسله و بين أن حال هؤلاء إذا سلكوا طريق المخالفة كحالهم في نزول العذاب بهم فقال «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنََا» و هاهنا محذوف و تقديره رسلا «إِلى‌ََ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ» فخالفوهم «فَأَخَذْنََاهُمْ» و حسن الحذف للإيجاز به و الاختصار من غير إخلال لدلالة مفهوم الكلام عليه «بِالْبَأْسََاءِ وَ اَلضَّرََّاءِ» يريد به الفقر و البؤس و الأسقام و الأوجاع عن ابن عباس و الحسن «لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ» و معناه لكي يتضرعوا و قال الزجاج لعل ترج و هذا الترجي للعباد، المعنى فأخذناهم بذلك ليكون ما يرجوه العباد منهم من التضرع كما قال في قصة فرعون لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى‌ََ قال سيبويه المعنى اذهبا أنتما على رجائكما فالله عالم بما يكون من وراء ذلك أخبر الله تعالى أنه أرسل الرسل إلى أقوام بلغوا من القسوة إلى أن أخذوا بالشدة في أنفسهم و أموالهم ليخضعوا و يذلوا لأمر الله فلم يخضعوا و لم يتضرعوا و هذا كالتسلية للنبي (ص) «فَلَوْ لاََ إِذْ جََاءَهُمْ بَأْسُنََا تَضَرَّعُوا» معناه فهلا تضرعوا إذ جاءهم بأسنا «وَ لََكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ» فأقاموا على كفرهم فلم تنجع فيهم العظة «وَ زَيَّنَ لَهُمُ اَلشَّيْطََانُ» بالوسوسة و الإغراء بالمعصية لما فيها من عاجل اللذة «مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» يعني أعمالهم و في هذا حجة على من قال إن الله لم يرد من الكافرين الإيمان‌لأنه سبحانه بين أنه إنما فعل ذلك بهم ليتضرعوا و بين أن الشيطان هو الذي زين الكفر للكافر بخلاف ما قالته المجبرة من أنه تعالى هو المزين لهم ذلك‌} «فَلَمََّا نَسُوا مََا ذُكِّرُوا بِهِ» أي تركوا ما وعظوا به عن ابن عباس و تأويله تركوا العمل بذلك و قيل تركوا ما دعاهم إليه الرسل عن مقاتل «فَتَحْنََا عَلَيْهِمْ أَبْوََابَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ» أي كل نعمة و بركة من السماء و الأرض عن ابن عباس و قيل أبواب كل شي‌ء كان مغلقا عنهم من الخير عن مقاتل و المعنى أنه تعالى امتحنهم بالشدائد لكي يتضرعوا و يتوبوا فلما تركوا ذلك فتح عليهم أبواب النعم و التوسعة في الرزق ليرغبوا بذلك في نعيم الآخرة و إنما فعل ذلك بهم و إن كان الموضع موضع العقوبة و الانتقام دون الإكرام و الإنعام ليدعوهم ذلك إلى الطاعة فإن الدعاء إلى الطاعة يكون تارة بالعنف و تارة باللطف أو لتشديد العقوبة عليهم بالنقل من النعيم إلى العذاب الأليم «حَتََّى إِذََا فَرِحُوا بِمََا أُوتُوا» من النعم و اشتغلوا بالتلذذ و أظهروا السرور بما أعطوه و لم يروه نعمة من الله تعالى حتى يشكروه «أَخَذْنََاهُمْ» أي أحللنا بهم العقوبة «بَغْتَةً» أي مفاجاة من حيث لا يشعرون «فَإِذََا هُمْ مُبْلِسُونَ» أي آيسون من النجاة و الرحمة عن ابن عباس و قيل أذلة خاضعون عن البلخي و قيل متحيرون منقطعوا الحجة، و المعاني متقاربة و المراد بقوله «أَبْوََابَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ» التكثير و التفخيم دون‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست