responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 458

(1) - أن تتصدق إن رأيت أن تقوم معنا فتترك الجواب للمعرفة به فإذا قلت إن تقم تصب خيرا فلا بد من الجواب لأن معناه لا يعرف إذا طرح الجواب.

المعنى‌

ثم بين سبحانه أن هؤلاء الكفار لا يؤمنون فقال مخاطبا لنبيه ص «وَ إِنْ كََانَ كَبُرَ» أي عظم و اشتد «عَلَيْكَ إِعْرََاضُهُمْ» و انصرافهم عن الإيمان و قبول دينك و امتناعهم من اتباعك و تصديقك «فَإِنِ اِسْتَطَعْتَ» أي قدرت و تهيأ لك «أَنْ تَبْتَغِيَ» أي تطلب و تتخذ «نَفَقاً فِي اَلْأَرْضِ» أي سربا و مسكنا في جوف الأرض «أَوْ سُلَّماً» أي مصعدا «فِي اَلسَّمََاءِ» و درجا «فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ» أي حجة تلجئهم إلى الإيمان و تجمعهم على ترك الكفر فافعل ذلك و قيل فتأتيهم بآية أفضل مما آتيناهم به فافعل عن ابن عباس يريد لا آية أفضل و أظهر من ذلك «وَ لَوْ شََاءَ اَللََّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى اَلْهُدى‌ََ» بالإلجاء و إنما أخبر عز اسمه عن كمال قدرته و أنه لو شاء لألجأهم إلى الإيمان و لم يفعل ذلك‌لأنه ينافي التكليف و يسقط استحقاق الثواب الذي هو الغرض بالتكليف و ليس في الآية أنه سبحانه لا يشاء منهم أن يؤمنوا مختارين أو لا يشاء أن يفعل ما يؤمنون عنده مختارين و إنما نفى المشيئة لما يلجئهم إلى الإيمان ليتبين أن الكفار لم يغلبوه بكفرهم فإنه لو أراد أن يحول بينهم و بين الكفر لفعل لكنه يريد أن يكون إيمانهم على الوجه الذي يستحق به الثواب و لا ينافي التكليف «فَلاََ تَكُونَنَّ مِنَ اَلْجََاهِلِينَ» قيل معناه فلا تجزع في مواطن الصبر فيقارب حالك حال الجاهلين بأن تسلك سبيلهم عن الجبائي و قيل إن هذا نفي للجهل عنه أي لا تكن جاهلا بعد أن أتاك العلم بأحوالهم و أنهم لا يؤمنون و المراد فلا تجزع و لا تتحسر لكفرهم و إعراضهم عن الإيمان و غلظ الخطاب تبعيدا و زجرا عن هذه الحال ثم بين سبحانه الوجه الذي لأجله لا يجتمع هؤلاء الكفار على الإيمان فقال‌} «إِنَّمََا يَسْتَجِيبُ اَلَّذِينَ يَسْمَعُونَ» و معناه إنما يستجيب إلى الإيمان بالله و ما أنزل إليك من يسمع كلامك و يصغي إليك و إلى ما تقرأه عليه من القرآن و يتفكر في آياتك فإن من لم يتفكر و لم يستدل بالآيات بمنزلة من لم يسمع كما قيل:

لقد أسمعت لو ناديت حيا # و لكن لا حياة لمن تنادي‌

و قال الآخر:

"أصم عما ساءه سميع"

«وَ اَلْمَوْتى‌ََ يَبْعَثُهُمُ اَللََّهُ» يريد أن الذين لا يصغون إليك من هؤلاء الكفار و لا يتدبرون فيما تقرأه عليهم و تبينه لهم من الآيات و الحجج بمنزلة الموتى‌فكما أيست أن تسمع الموتى كلامك إلى أن يبعثهم الله فكذلك فأيس من‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست