responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 456

(1) -

تريك بياض لبتها و وجها # كقرن الشمس أفتق ثم زالا

أي وجد فتقا من السحاب و لا يختص هذا الوجه بالقراءة بالتخفيف دون التشديد لأن أفعلت و فعلت يجوزان في هذا الموضع و أفعلت هو الأصل فيه ثم يشدد تأكيدا مثل أكرمت و كرمت و أعظمت و عظمت إلا أن التخفيف أشبه بهذا الوجه (و رابعها) أن المراد لا ينسبونك إلى الكذب فيما أتيت به لأنك كنت عندهم أمينا صدوقا و إنما يدفعون ما أتيت به و يقصدون التكذيب بآيات الله و يقوي هذا الوجه قوله «وَ لََكِنَّ اَلظََّالِمِينَ بِآيََاتِ اَللََّهِ يَجْحَدُونَ» و قوله‌ «وَ كَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَ هُوَ اَلْحَقُّ» و لم يقل و كذبك قومك و ما روي أن أبا جهل قال للنبي ص ما نتهمك و لا نكذبك و لكنا نتهم الذي جئت به و نكذبه (و خامسها) أن المراد أنهم لا يكذبونك بل يكذبونني فإن تكذيبك راجع إلي و لست مختصا به لأنك رسول الله فمن رد عليك فقد رد علي و من كذبك فقد كذبني و ذلك تسلية منه سبحانه للنبي ص و قوله «وَ لََكِنَّ اَلظََّالِمِينَ بِآيََاتِ اَللََّهِ يَجْحَدُونَ» أي بالقرآن و المعجزات يجحدون بغير حجة سفها و جهلا و عنادا و دخلت الباء في «بِآيََاتِ اَللََّهِ» و الجحد يتعدى بغير الجار و المجرور لأن معناه هنا التكذيب أي يكذبون بآيات الله و قال أبو علي الباء تتعلق بالظالمين و المعنى و لكن الظالمين برد آيات الله أو إنكار آيات الله يجحدون ما عرفوه من صدقك و أمانتك و مثله قوله سبحانه‌ وَ آتَيْنََا ثَمُودَ اَلنََّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهََا أي ظلموا بردها أو الكفر بها ثم زاد سبحانه في تسلية نبيه ص بقوله‌} «وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى‌ََ مََا كُذِّبُوا وَ أُوذُوا» أي صبروا على ما نالهم منهم من التكذيب و الأذى في أداء الرسالة «حَتََّى أَتََاهُمْ» جاءهم «نَصْرُنََا» إياهم على المكذبين و هذا أمر منه سبحانه لنبيه ص بالصبر على كفار قومه إلى أن يأتيه النصر كما صبرت الأنبياء «وَ لاََ مُبَدِّلَ لِكَلِمََاتِ اَللََّهِ» معناه لا أحد يقدر على تكذيب خبر الله على الحقيقة و لا على إخلاف وعده و أن ما أخبر الله به أن يفعل بالكفار فلا بد من كونه لا محالة و ما وعدك به من نصره فلا بد من حصوله لأنه لا يجوز الكذب في إخباره و لا الخلف في وعده و قال الكلبي و عكرمة يعني بكلمات الله الآيات التي وعد فيها نصر الأنبياء نحو قوله‌ كَتَبَ اَللََّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي و قوله إِنَّهُمْ لَهُمُ اَلْمَنْصُورُونَ «وَ لَقَدْ جََاءَكَ مِنْ نَبَإِ اَلْمُرْسَلِينَ» أي خبرهم في القرآن كيف أنجيناهم و نصرناهم على قومهم قال الأخفش من هاهنا صلة مزيدة كما تقول أصابنا من مطر أي مطر

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست