نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 455
(1) - يصادفونك كاذبا كما تقول أحمدته إذا أصبته محمودا و يدل على الوجه الأول قول الكميت :
و طائفة قد أكفرتني بحبكم # و طائفة قالت مسيء و مذنب
أي نسبتني إلى الكفر قال أحمد بن يحيى كان الكسائي يحكي عن العرب أكذبت الرجل إذا أخبرت أنه جاءك بكذب و كذبته إذا أخبرت أنه كذاب.
ـ
[المعنى}]
ثم سلى سبحانه نبيه ص على تكذيبهم إياه بعد إقامة الحجة عليهمفقال «قَدْ نَعْلَمُ» نحن يا محمد «إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ اَلَّذِي يَقُولُونَ» أي ما يقولون إنك شاعر أو مجنون و أشباه ذلك «فَإِنَّهُمْ لاََ يُكَذِّبُونَكَ» دخلت الفاء في أنهم لأن الكلام الأول يقتضيه كأنه قيل إذا كان قد يحزنك قولهم فاعلم أنهم لا يكذبونك و اختلف في معناه على وجوه (أحدها) أن معناه لا يكذبونك بقلوبهم اعتقادا و إن كانوا يظهرون بأفواههم التكذيب عنادا و هو قول أكثر المفسرين عن أبي صالح و قتادة و السدي و غيرهم قالوا يريد أنهم يعلمون أنك رسول الله و لكن يجحدون بعد المعرفة و يشهد لهذا الوجه ما روى سلام بن مسكين عن أبي يزيد المدني أن رسول الله ص لقي أبا جهل فصافحه أبو جهل فقيل له في ذلك فقال و الله إني لأعلم إنه صادق و لكنا متى كنا تبعا لعبد مناف فأنزل الله هذه الآية و قال السدي التقى أخنس ابن شريق و أبو جهل بن هشام فقال له يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أ صادق هو أم كاذب فإنه ليس هاهنا أحد غيري و غيرك يسمع كلامنا فقال أبو جهل ويحك و الله إن محمدا لصادق و ما كذب قط و لكن إذا ذهب بنو قصي باللواء و الحجابة و السقاية و الندوة و النبوة فما ذا يكون لسائر قريش (و ثانيها) أن المعنى لا يكذبونك بحجة و لا يتمكنون من إبطال ما جئت به ببرهان و يدل عليه ما روي عن علي (ع) إنه كان يقرأ «لاََ يُكَذِّبُونَكَ» و يقول إن المراد بها إنهم لا يأتون بحق هو أحق من حقك (و ثالثها) أن المراد لا يصادفونك كاذبا تقول العرب قاتلناكم فما أجبناكم أي ما أصبناكم جبناء قال الأعشى :
أثوى و قصر ليلة ليزودا # فمضى و أخلف من قتيلة موعدا
أراد صادف منها خلف الوعد و قال ذو الرمة :
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 455