responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 435

(1) - يثيبه الله لا محالة و ذكر سبحانه الرحمة مع صرف العذاب لئلا يتوهم أنه ليس له إلا صرف العذاب عنه فقط «وَ ذََلِكَ اَلْفَوْزُ» أي الظفر بالبغية «اَلْمُبِينُ» الظاهر البين و يحتمل أن يكون معنى الآية أنه لا يصرف العذاب عن أحد إلا برحمة الله كما روي أن النبي ص قال و الذي نفسي بيده ما من الناس أحد يدخل الجنة بعمله قالوا و لا أنت يا رسول الله قال و لا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه و فضل و وضع يده على فوق رأسه و طول بها صوته رواه الحسن في تفسيره .

ـ

المعنى‌

ثم بين سبحانه أنه لا يملك النفع و الضر إلا هو فقال «وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اَللََّهُ بِضُرٍّ» أي إن يمسك بفقر أو مرض أو مكروه «فَلاََ كََاشِفَ لَهُ إِلاََّ هُوَ» أي لا مزيل و لا مفرج له عنك إلا هو و لا يملك كشفه سواه مما يعبده المشركون «وَ إِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ» أي و إن يصبك بغنى أو سعة في الرزق أو صحة في البدن أو شي‌ء من محاب الدنيا «فَهُوَ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ» من الخير و الضر «قَدِيرٌ» و لا يقدر أحد على دفع ما يريده لعباده من مكروه أو محبوب فإن قيل إن المس من صفات الأجسام فكيف قال «إِنْ يَمْسَسْكَ اَللََّهُ» قلنا الباء للتعدية و المراد أن أمسك الله ضرا أي جعل الضر يمسك فالفعل للضر و إن كان في الظاهر قد أسند إلى اسم الله تعالى و الضر اسم جامع لكل ما يتضرر به من المكاره كما أن الخير اسم جامع لكل ما ينتفع به‌} «وَ هُوَ اَلْقََاهِرُ» و معناه القادر على أن يقهر غيره «فَوْقَ عِبََادِهِ» معنى فوق هاهنا قهره و استعلاؤه عليهم فهم تحت تسخيره و تذليله بما علاهم به من الاقتدار الذي لا ينفك منه أحدو مثله قوله تعالى‌ يَدُ اَللََّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ يريد أنه أقوى منهم «وَ هُوَ اَلْحَكِيمُ اَلْخَبِيرُ» معناه أنه مع قدرته عليهم لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة و الخبير العالم بالشي‌ء و تأويله أنه العالم بما يصح أن يخبر به و الخبر علمك بالشي‌ء تقول لي به خبر أي علم و أصله من الخبر لأنه طريق من طرق العلم فإذا كان القاهر على ما ذكرناه بمعنى القادر صح وصفه سبحانه فيما لم يزل بأنه قاهر و قال بعضهم لا يسمى قاهرا إلا بعد أن يقهر غيره فعلى هذا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست