responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 429

(1) - من إدراك الشي‌ء بما هو كالستر له و أصله من الستر بالثوب و هو لبس الثوب لأنه يستر النفس يقال لبست الثوب ألبسه لباسا و لبسا و الحيق ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله يقال حاق بهم يحيق حيقا و حيوقا و حيقانا بفتح الياء .

المعنى

ثم أخبر سبحانه عن هؤلاء الكفار أنهم «قََالُوا لَوْ لاََ» أي هلا «أُنْزِلَ عَلَيْهِ» أي على محمد «مَلَكٌ» نشاهده فنصدقه ثم أخبر تعالى عن عظم عنادهم فقال «وَ لَوْ أَنْزَلْنََا مَلَكاً» على ما اقترحوه لما آمنوا به و اقتضت الحكمة استئصالهم و أن لا ينظرهم و لا يمهلهم و ذلك معنى قوله «لَقُضِيَ اَلْأَمْرُ ثُمَّ لاََ يُنْظَرُونَ» أي لأهلكوا بعذاب الاستئصال عن الحسن و قتادة و السدي و قيل معناه لو أنزلنا ملكا في صورته لقامت الساعة أو وجب استئصالهم عن مجاهد ثم قال تعالى‌} «وَ لَوْ جَعَلْنََاهُ مَلَكاً» أي لو جعلنا الرسول ملكا أو الذي ينزل عليه ليشهد بالرسالة كما يطلبون ذلك «لَجَعَلْنََاهُ رَجُلاً» لأنهم لا يستطيعون أن يروا الملك في صورته لأن أعين الخلق تحار عن رؤية الملائكة إلا بعد التجسم بالأجسام الكثيفة و لذلك كانت الملائكة تأتي الأنبياء في صورة الإنس و كان جبرائيل يأتي النبي ص في صورة دحية الكلبي و كذلك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب و إتيانهم إبراهيم و لوطا في صورة الضيفان من الآدميين «وَ لَلَبَسْنََا عَلَيْهِمْ مََا يَلْبِسُونَ» قال الزجاج كانوا هم يلبسون على ضعفتهم في أمر النبي فيقولون إنما هذا بشر مثلكم فقال لو أنزلنا ملكا فرأوا هم الملك رجلا لكان يلحقهم فيه من اللبس مثل ما لحق ضعفتهم منهم أي فإنما طلبوا حال لبس لا حال بيان و هذا احتجاج عليهم بأن الذي طلبوه لا يزيدهم بيانا بل يكون الأمر في ذلك على ما هم عليه من الحيرة و قيل معناه و لو أنزلنا ملكا لما عرفوه إلا بالتفكر و هم لا يتفكرون فيبقون في اللبس الذي كانوا فيه فأضاف اللبس إلى نفسه لأنه يقع عند إنزاله الملائكة ثم قال سبحانه على سبيل التسلية لنبيه من تكذيب المشركين إياه و استهزائهم به‌} «وَ لَقَدِ اُسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ» يقول لقد استهزأت الأمم الماضية برسلها كما استهزأ بك قومك فلست بأول رسول استهزئ به و لا هم أول أمة استهزأت برسولها «فَحََاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ» أي فحل بالساخرين منهم «مََا كََانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ» من وعيد أنبيائهم بعاجل العقاب في الدنيا و قيل معنى حاق بهم أحاط بهم عن الضحاك و هو اختيار الزجاج أي أحاط بهم العذاب الذي هو جزاء استهزائهم فهو من باب حذف المضاف إذا جعلت ما في قوله «مََا كََانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ» عبارة عن القرآن و الشريعة و إن جعلت ما عبارة عن العذاب الذي كان يوعدهم به النبي إن لم يؤمنوا استغنيت عن تقدير

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست