responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 427

(1) -

اللغة

القرن أهل كل عصر مأخوذ من أقرانهم في العصر قال الزجاج و القرن ثمانون سنة و قيل سبعون سنة قال و الذي يقع عندي أن القرن أهل كل مدة كان فيها نبي أو كان فيها طبقة من أهل العلم قلت السنون أو كثرت و الدليل عليه‌ قول النبي ص خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم‌ و التمكين إعطاء ما به يصح الفعل كائنا ما كان من آلة و غيرها و الإقدار إعطاء القدرة خاصة و مفعال من أسماء المبالغة يقال ديمة مدرار إذا كان مطرها غزيرا دارا و هذا كقولهم امرأة مذكار إذا كانت كثيرة الولادة للذكور و كذلك مئناث في الإناث و أصل المدرار من در اللبن إذا أقبل على الحالب منه شي‌ء كثير و درت السماء إذا أمطرت و الدر اللبن و يقال لله دره أي عمله و في الذم لا در دره أي لا كثر خيره .

الإعراب‌

كم نصب بأهلكنا لا بقوله «يَرَوْا» لأن الاستفهام له صدر الكلام فلا يعمل فيه ما قبله و هو تعليق و معنى التعليق أن الاستفهام أبطل عمل يرى في اللفظ و قد عمل في معناه و انتقل من الخبر إلى الخطاب في قوله «مََا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ» اتساعا في الكلام و قد قال «مَكَّنََّاهُمْ فِي اَلْأَرْضِ» و إنما لم يقل ما لم نمكنكم لأن العرب تقول مكنته و مكنت له كما تقول نصحته و نصحت له.

المعنى‌

ثم حذرهم سبحانه ما نزل بالأمم قبلهم فقال «أَ لَمْ يَرَوْا» أي أ لم يعلم هؤلاء الكفار «كَمْ أَهْلَكْنََا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ» أي من أمة و كل طبقة مقترنين في وقت قرن «مَكَّنََّاهُمْ فِي اَلْأَرْضِ مََا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ» معناه جعلناهم ملوكا و أغنياء كأنه سبحانه أخبر النبي عنهم في صدر الكلام ثم خاطبه معهم و قال ابن عباس يريد أعطيناهم ما لم نعطكم و المعنى وسعنا عليهم في كثرة العبيد و الأموال و الولاية و البسطة و طول العمر و نفاذ الأمر و أنتم تسمعون أخبارهم و ترون ديارهم و آثارهم «وَ أَرْسَلْنَا اَلسَّمََاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرََاراً» قال ابن عباس يريد به الغيث و البركة و السماء معناه المطر هنا «وَ جَعَلْنَا اَلْأَنْهََارَ» أي ماء الأنهار «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنََاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ» و لم يغن ذلك عنهم شيئا لما طغوا و اجترءوا علينا «وَ أَنْشَأْنََا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ» أي خلقنا من بعد هلاكهم جماعة أخرى و في هذه الآية دلالة على وجوب التفكر و التدبر و احتجاج على منكري البعث بأن من أهلك من قبلهم و أنشأ قوما آخرين قادر على أن يفني العالم و ينشئ عالما آخر و يعيد الخلق بعد الإفناء.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست