نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 91
91
(1) - عملناه بالليل كفر عنا بالنهار فكذبهم الله عن الكلبي و قيل نزلت في اليهود و النصارى حين قالوا نحن أبناء الله و أحباؤه قالوا لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاََّ مَنْ كََانَ هُوداً أَوْ نَصََارىََ عن الضحاك و الحسن و قتادة و السدي و هو المروي عن أبي جعفر (ع) .
المعنى
ثم ذكر تعالى تزكية هؤلاء أنفسهم مع كفرهم و تحريفهم الكتاب فقال «أَ لَمْ تَرَ» معناه أ لم تعلم و قيل أ لم تخبر و هو سؤال على وجه الإعلام و تأويله أعلم قصتهم أ لم ينته علمك «إِلَى» هؤلاء «اَلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ» أي يمدحونها و يصفونها بالزكاة و الطهارة بأن يقولوا نحن أزكياء و قيل هو تزكية بعضهم بعضا عن ابن مسعود و إنما قال «أَنْفُسَهُمْ» لأنهم على دين واحد و هم كنفس واحدة «بَلِ اَللََّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشََاءُ» رد الله ذلك عليهم و بين أن التزكية إليه يزكي من يشاء أي يطهر من الذنب من يشاء و قيل معناه يقبل عمله فيصير زكيا و لا يزكي اليهود بل يعذبهم «وَ لاََ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً» معناه لا يظلمون في تعذيبهم و ترك تزكيتهم فتيلا أي مقدار فتيل و ذكر الفتيل مثلا و اختلف في معناه فقيل هو ما يكون في شق النواة عن ابن عباس و مجاهد و عطا و قتادة و قيل الفتيل ما في بطن النواة و النقير ما على ظهرها و القطمير قشرها عن الحسن و قيل الفتيل ما فتلته بين إصبعيك من الوسخ عن ابن عباس و أبي مالك و السدي و في هذه الآية دلالة على تنزيه الله عن الظلم و إنما ذكر الفتيل ليعلم أنه لا يظلم قليلا و لا كثيرا} «اُنْظُرْ» يا محمد «كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اَللََّهِ اَلْكَذِبَ» في تحريفهم كتابه و قيل في تزكيتهم أنفسهم و قولهم نحن أبناء الله و أحباؤه و لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاََّ مَنْ كََانَ هُوداً أَوْ نَصََارىََ عن ابن جريج «وَ كَفىََ بِهِ» أي كفى هو «إِثْماً مُبِيناً» أي وزرا بينا و إنما قال «كَفىََ بِهِ» في العظم على جهة المدح أو الذم يقال كفى بحال المؤمن نيلا و كفى بحال الكافر خزيا فكأنه قال ليس يحتاج إلى حال أعظم منه و يحتمل أن يكون معناه كفى هذا إثما أي ليس يقصر عن منزلة الإثم.
ـ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 91