نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 76
(1) - النون فلكثرة الاستعمال فكأنهم أرادوا أن يجزموا الكلمة مرة أخرى فلم يجدوا حركة يسقطونها فأسقطوا الحرف و قد ورد القرآن بالحذف و الإثبات قال سبحانه إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً و مثل تك قولهم لا أدر و لم أبل و الأصل لا أدري و لم أبال و لدن في موضع جر و فيه لغات لد و لدن و لدى و لدا و المعنى واحد و معناه من قبله و لدن لما يليك و عند تكون لما يليك و لما بعد منك تقول عندي مال و إن كان بينك و بينه بعد و إذا أضفته إلى نفسك زدت فيه نونا أخرى ليسلم سكون النون تقول لدني و لدنا و كذلك مني و منا.
ـ
المعنى
«إِنَّ اَللََّهَ لاََ يَظْلِمُ» أحدا قط «مِثْقََالَ ذَرَّةٍ» أي زنة ذرة و هي النملة الحمراء الصغيرة التي لا تكاد ترى عن ابن عباس و ابن زيد و هي أصغر النمل و قيل هي جزء من أجزاء الهباء في الكوة من أثر الشمس و إنما لا يختار الله تعالى الظلم و لا يجوز عليه الظلم لأنه عالم بقبحه مستغن عنه و عالم بغناء عنه و إنما يختار القبيح من يختاره لجهله بقبحه أو لحاجته إليه لدفع ضرر أو لجر نفع أو لجهله باستغنائه عنه و الله سبحانه منزه عن جميع ذلك و عن سائر صفات النقص و العجز و لم يذكر سبحانه الذرة ليقصر الحكم عليها بل إنما خصها بالذكر لأنها أقل شيء مما يدخل في وهم البشر «وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضََاعِفْهََا» و معناه و إن تك زنة الذرة حسنة يقبلها و يجعلها أضعافا كثيرة و قيل يجعلها ضعفين عن أبي عبيدة و قيل معناه يديمها و لا يقطعها و مثله قوله فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقََالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ و كلتا الآيتين غاية في الحث على الطاعة و النهي عن المعصية و قوله «وَ يُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ» أي يعطه من عنده «أَجْراً عَظِيماً» أي جزاء عظيما و هو ثواب الجنة و في هذه الآية دلالة على أن منع الثواب و النقصان منه ظلم لأنه لو لم يكن كذلك لما كان لهذا الترغيب في الآية معنى و فيها أيضا دلالة على أنه سبحانه قادر على الظلم لأنه نزه نفسه عن فعل الظلم و تمدح بذلك فلو لم يكن قادرا عليه لم يكن فيه مدحة.
القراءة
قرأ أهل الكوفة غير عاصم تسوى مفتوحة التاء خفيفة السين و قرأ يزيد و نافع و ابن عامر بفتح التاء و تشديد السين و قرأ الباقون تسوى بضم التاء و تخفيف السين.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 76