نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 66
(1) - أي بالقوة .
الإعراب
قوله «مِمََّا تَرَكَ اَلْوََالِدََانِ» الجار و المجرور وقع موقع الصفة لقوله «مَوََالِيَ» أي موالي كائنين مما ترك أي خلف الوالدان و الأقربون «وَ اَلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمََانُكُمْ» معطوف على قوله «اَلْوََالِدََانِ وَ اَلْأَقْرَبُونَ» فيكون مرفوع الموضع و يحتمل أن يكون «مِمََّا تَرَكَ اَلْوََالِدََانِ وَ اَلْأَقْرَبُونَ» متعلقا بفعل محذوف و تقديره موالي يعطون مما ترك الوالدان و الأقربون و يكون «وَ اَلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمََانُكُمْ» مبتدأ و قوله «فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ» خبره.
المعنى
ثم عاد سبحانه إلى ذكر المواريث فقال «وَ لِكُلٍّ» واحد من الرجال و النساء «جَعَلْنََا مَوََالِيَ» أي ورثة هم أولى بميراثه عن السدي و قيل عصبة عن ابن عباس و الحسن و الأول أصح لقوله سبحانه فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ` يَرِثُنِي فجعله مولى لما يرث و وليا له لما كان أولى به من غيره و مالكا له كما يقال لمالك العبد مولاه «مِمََّا تَرَكَ اَلْوََالِدََانِ» أي يرثون أو يعطون مما ترك الوالدان «وَ اَلْأَقْرَبُونَ» الموروثون «وَ اَلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمََانُكُمْ» أي و يرثون مما ترك الذين عقدت أيمانكم لأن لهم ورثة أولى بميراثهم فيكون قوله «وَ اَلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمََانُكُمْ» عطفا على قوله «اَلْوََالِدََانِ وَ اَلْأَقْرَبُونَ»«فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ» أي فأتوا كلا نصيبه من الميراث و هذا اختيار الجبائي و قال الحليف لم يؤمر له بشيء أصلا و قال أكثر المفسرين إن قوله «وَ اَلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمََانُكُمْ» مقطوع من الأول فكأنه قال و الذين عاقدت أيمانكم أيضا فأتوهم نصيبهم ثم اختلفوا فيه على أقوال (أحدها) أن المراد بهم الحلفاء عن قتادة و سعيد بن جبير و الضحاك و قالوا إن الرجل في الجاهلية كان يعاقد الرجل فيقول دمي دمك و حربي حربك و سلمي سلمك و ترثني و أرثك و تعقل عني و أعقل عنك فيكون للحليف السدس من ميراث الحليف و عاقد أبو بكر مولى فورثه فذلك قوله «فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ» أي أعطوهم حظهم من الميراث ثم نسخ ذلك بقوله «وَ أُولُوا اَلْأَرْحََامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىََ بِبَعْضٍ» * و قال مجاهد معناه فأتوهم نصيبهم من النصر و العقل و الرفد و لا ميراث فعلى هذا تكون الآية غير منسوخة و يؤيده قوله تعالى أَوْفُوا بِالْعُقُودِ و قول النبي ص في خطبة يوم فتح مكة ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به فإنه لم يزده الإسلام إلا شدة و لا تحدثوا حلفا في الإسلام و روى عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله قال شهدت حلف المطيبين و أنا غلام مع عمومتي فما أحب أن لي حمر النعمو أني أنكثه (و ثانيها) أن المراد بهم قوم آخى بينهم رسول الله من المهاجرين و الأنصار حين قدموا المدينة و كانوا يتوارثون بتلك المؤاخاة ثم نسخ الله ذلك
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 66