نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 404
(1) - جاء وَ لََكِنَّ اَلْبِرَّ مَنْ آمَنَ أي ذا البر و قالوا إنما أنت سير و إنما هي إقبال و إدبار و قد جاء أيضا فاعل يراد به الكثرة في حروف ليست بالكثيرة نحو عائذا بالله من شرها أي عياذا و نحو العافية و لم تصر هذه الحروف من الكثرة بحيث يقاس عليها.
الإعراب
العامل في إذ يحتمل أمرين (أحدهما) الابتداء عطفا على قوله يَوْمَ يَجْمَعُ اَللََّهُ اَلرُّسُلَ ثم قال و ذلك إذ قال فيكون موضعه رفعا كما يقول القائل كأنك بنا قد وردنا بلد كذا و صنعنا فيه و فعلنا إذ صاح بك صائح فأجبته و تركتني (و الثاني) اذكر إذ قال الله فيكون موضعه نصبا «يََا عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ » يجوز أن يكون عيسى مضموما في التقدير فإنه منادى مفرد فيكون نداءين و تقديره يا عيسى يا ابن مريم أو تكون وصفت المضموم بمضاف فنصب المضاف كقول الشاعر:
"يا زبرقان أخا بني خلف "
و يجوز أن يكون عيسى مبنيا مع الابن على الفتح في التقدير لوقوع الابن بين علمين و هذا كما أنشد النحويون من قول الشاعر:
يا حكم بن المنذر بن الجارود # أنت الجواد بن الجواد بن الجود
روي في حكم الضم و الفتح «تُكَلِّمُ اَلنََّاسَ» في موضع نصب على الحالو كهلا عطف على موضع في المهد و هو جملة ظرفية في موضع نصب على الحال من تكلم فالمعنى مكلما الناس صغيرا و كبيرا.
المعنى
لما عرف سبحانه يوم القيامة بما وصفه به من جمع الرسل فيه عطف عليه بذكر المسيح فقال «إِذْ قََالَ اَللََّهُ» و معناه إذ يقول الله في الآخرة و ذكر لفظ الماضي تقريبا للقيامة لأن ما هو آت فكان قد وقع «يََا عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ » و هذا إشارة إلى بطلان قول النصارى لأن من له أم لا يكون إلها «اُذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَ عَلىََ وََالِدَتِكَ» أي اذكر ما أنعمت به عليك و على أمك و اشكره أفرد النعمة في اللفظ و يريد به الجمع كما قال تعالى «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اَللََّهِ لاََ تُحْصُوهََا» * و إنما جاز ذلك لأنه مضاف فصلح للجنس ثم فسر نعمته بأن قال «إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ اَلْقُدُسِ » و هو جبرائيل (ع) و قد مضى تفسيره في سورة البقرة عند قوله وَ أَيَّدْنََاهُ بِرُوحِ اَلْقُدُسِ *«تُكَلِّمُ اَلنََّاسَ فِي اَلْمَهْدِ وَ كَهْلاً» أي في حال ما كنت صبيا في المهد و في حال ما كنت كهلا و قال الحسن المهد حجر أمه «وَ إِذْ عَلَّمْتُكَ اَلْكِتََابَ» قيل الكتابة يعني الخط «وَ اَلْحِكْمَةَ» أي العلم و الشريعة و قيل أراد الكتب فيكون الكتاب اسم جنس ثم فصله بذكر التوراة و الإنجيل فقال «وَ اَلتَّوْرََاةَ وَ اَلْإِنْجِيلَ وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ اَلطِّينِ كَهَيْئَةِ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 404