نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 384
(1) -
المعنى
لما تقدم بيان الأحكام عقبه سبحانه بذكر الوعد و الوعيد فقال «اِعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ شَدِيدُ اَلْعِقََابِ» لمن عصاه «وَ أَنَّ اَللََّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» لمن تاب و أناب و أطاعو جمع بين المغفرة و الرحمة ليعلم أنه لا يقتصر على وضع العقاب عنه بل ينعم عليه بفضله و لما أنذر و بشر في هذه الآية عقبها بقوله} «مََا عَلَى اَلرَّسُولِ إِلاَّ اَلْبَلاََغُ» أي ليس على الرسول إلا أداء الرسالة و بيان الشريعة فأما القبول و الامتثال فإنه يتعلق بالمكلفين المبعوث إليهم «وَ اَللََّهُ يَعْلَمُ مََا تُبْدُونَ وَ مََا تَكْتُمُونَ» أي لا يخفى عليه شيء من أحوالكم التي تظهرونها و تخفونها و فيه غاية الزجر و التهديد و في قوله سبحانه «اِعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ شَدِيدُ اَلْعِقََابِ» الآية دلالة على وجوب معرفة العقاب و الثواب لكونهما لطفا في باب التكليف.
اللغة
الاستواء على أربعة أقسام استواء في المقدار و استواء في المكان و استواء في الذهاب و استواء في الإنفاق و الاستواء بمعنى الاستيلاء راجع إلى الاستواء في المكان لأنه تمكن و اقتدار و الخبيث أصله الرديء مأخوذ من خبث الحديد و هو ردية بعد ما يخلص بالنار جيده ففي الحديد امتزاج جيد بردي و الإعجاب سرور بما يتعجب منه و العجب و الإعجاب و التعجب من أصل واحد و العجب مذموم لأنه كبر يدخل على النفس بحال يتعجب منها و عجب الذنب أصله و عجوب الرمل أواخره لانفراده عن جملته كانفراد ما يتعجب به .
المعنى
لما بين سبحانه الحلال و الحرام بين أنهما لا يستويان فقال «قُلْ» يا محمد «لاََ يَسْتَوِي» أي لا يتساوى «اَلْخَبِيثُ وَ اَلطَّيِّبُ» أي الحرام و الحلال عن الحسن و الجبائي و قيل الكافر و المؤمن عن السدي «وَ لَوْ أَعْجَبَكَ» أيها السامع أو أيها الإنسان «كَثْرَةُ اَلْخَبِيثِ» أي كثرة ما تراه من الحرام لأنه لا يكون في الكثير من الحرام بركة و يكون في القليل من الحلال بركة و قيل إن الخطاب للنبي (ص) و المراد أمته «فَاتَّقُوا اَللََّهَ» أي فاجتنبوا ما حرم الله عليكم «يََا أُولِي اَلْأَلْبََابِ» يا ذوي العقول «لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» أي لتفلحوا و تفوزوا بالثواب العظيم و النعيم المقيم.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 384