responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 382

382

(1) - لِلنََّاسِ» أي لمعايش الناس و مكاسبهم لأنه مصدر قاموا كان المعنى قاموا بنصبه ذلك لهم فاستتبت معايشهم بذلك و استقامت أحوالهم به لما يحصل لهم في زيارتها من التجارة و أنواع البركة و لهذا قال سعيد بن جبير من أتى هذا البيت يريد شيئا للدنيا و الآخرة أصابه و هو المروي عن أبي عبد الله (ع) و قال ابن عباس معناه جعل الله الكعبة أمنا للناس بها يقومون أي يأمنون و لولاها لفنوا و هلكوا و ما قاموا و كان أهل الجاهلية يأمنون به فلو لقي الرجل قاتل أبيه و ابنه في الحرم ما قتله و قيل أن معنى قوله «قِيََاماً لِلنََّاسِ» أنهم لو تركوه عاما واحدا لا يحجونه ما نوظروا أن يهلكوا عن عطاء و رواه علي بن إبراهيم عنهم (ع) قال ما دامت الكعبة يحج الناس إليها لم يهلكوا فإذا هدمت و تركوا الحج هلكوا «وَ اَلشَّهْرَ اَلْحَرََامَ» يعني الأشهر الحرم الأربعة واحد فرد و ثلاثة سرد أي متتابعة فالفرد رجب و السرد ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و إنما خرج مخرج الواحد لأنه ذهب به مذهب الجنس و هو عطف على المفعول الأول لجعل كما يقال ظننت زيدا منطلقا و عمرا «وَ اَلْهَدْيَ وَ اَلْقَلاََئِدَ» مر ذكرهما في أول السورة و إنما ذكر هذه الجملة بعد ذكر البيت لأنها من أسباب حج البيت فدخلت في جملته فذكرت معه و كان أهل الجاهلية لا يغزون في أشهر الحرم و كانوا ينصلون فيها الأسنة و يتفرغ الناس فيها إلى معايشهم و كان الرجل يقلد بغيره أو نفسه قلادة من لحاء شجر الحرم فلا يخاف و كانوا قد توارثوه من دين إسماعيل (ع) فبقوا عليه رحمة من الله لخلقه إلى أن قام الإسلام فحجزهم عن البغي و الظلم و قال أبو بكر الأنباري فقد حصل في الآية طريقان (أحدهما) أن الله تعالى من على المسلمين بأن جعل الكعبة صلاحا لدينهم و دنياهم و قياما لهم (و الثاني) أنه أخبر عما فعله من أمر الكعبة في الجاهلية «ذََلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ يَعْلَمُ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مََا فِي اَلْأَرْضِ وَ أَنَّ اَللََّهَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ» قد اعترض على هذا فقيل أي تعلق لهذا بقوله «جَعَلَ اَللََّهُ اَلْكَعْبَةَ اَلْبَيْتَ اَلْحَرََامَ قِيََاماً لِلنََّاسِ» و الجواب عنه من وجوه (أحدها) أن فيما جعله الله تعالى في البلد الحرام و الشهر الحرام من الآيات و الأعاجيب دلالة على أنه تعالى لا يخفى عليه شي‌ء و ذلك أنه جعل الحرم أمنا يسكن فيه كل شي‌ء فالظبي يأنس فيه بالسبع و الذئب ما دام في الحرم فإذا خرج من الحرم خاف و طلبه السبع و هرب منه الظبي حتى يرجع إلى الحرم فإذا رجع إليه كف السبع عنه و كذلك الطير و الحمام يأنس بالإنسان فإذا خرج من الحرم خافه مع أمور كثيرة و عجائب شهيرة ذكرنا بعضها في أول سورة آل عمران عند قوله‌ «فِيهِ آيََاتٌ بَيِّنََاتٌ» فيكون ما دبره الله من ذلك دالا على أنه عالم بمصالح الخلق و بكل شي‌ء (و ثانيها) أنه تعالى علم أن العرب يكونون أصحاب عداوات و طوائل‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست