نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 370
(1) - الجاهلية و النقل عنها إلى شريعة الإسلام فقال «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا اَلْخَمْرُ وَ اَلْمَيْسِرُ» مر معناهما في سورة البقرة قال ابن عباس يريد بالخمر جميع الأشربة التي تسكر و قد قال رسول الله ص الخمر من تسع من البتع و هو العسل و من العنب و من الزبيب و من التمر و من الحنطة و من الذرة و من الشعير و السلت و قال في الميسر يريد القمارو هو في أشياء كثيرة انتهى كلامه «وَ اَلْأَنْصََابُ وَ اَلْأَزْلاََمُ»ذكرناهما في أول السورة «رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطََانِ» لا بد من أن يكون في الكلام حذف و المعنى شرب الخمر و تناوله أو التصرف فيه و عبادة الأنصاب و الاستقسام بالأزلام رجس أي خبيث من عمل الشيطان و إنما نسبها إلى الشيطان و هي أجسام من فعل الله لما يأمر به الشيطان فيها من الفساد فيأمر بشرب المسكر ليزيل العقل و يأمر بالقمار ليستعمل فيه الأخلاق الدنية و يأمر بعبادة الأصنام لما فيها من الشرك بالله و يأمر بالأزلام لما فيها من ضعف الرأي و الاتكال على الاتفاق و قال الباقر (ع) يدخل في الميسر اللعب بالشطرنج و النرد و غير ذلك من أنواع القمار حتى أن لعب الصبيان بالجوز من القمار
«فَاجْتَنِبُوهُ» أي كونوا على جانب منه أي في ناحية «لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» معناه لكي تفوزوا بالثواب و في هذه الآية دلالة على تحريم الخمر و هذه الأشياء من أربعة أوجه (أحدها) أنه سبحانه وصفها بالرجس و هو النجس و النجس محرم بلا خلاف (و الثاني) أنه نسبها إلى عمل الشيطان و ذلك يوجب تحريمها (و الثالث) أنه أمر باجتنابها و الأمر يقتضي الإيجاب (و الرابع) أنه جعل الفوز و الفلاح في اجتنابها و الهاء في قوله «فَاجْتَنِبُوهُ» راجعة إلى عمل الشيطان و تقديره فاجتنبوا عمل الشيطان و كل واحد من شرب الخمر و تعاطي القمار و اتخاذ الأنصاب و الأزلام من عمل الشيطان و يجوز أن تكون الهاء عائدة إلى الرجس و الرجس واقع على الخمر و ما ذكره بعدها و قد قرن الله تعالى الخمر بعبادة الأوثان تغليظا في تحريمها و لذلك قال الباقر (ع) مدمن الخمر كعابد الوثن و في هذا دلالة على تحريم سائر التصرفات في الخمر من الشرب و البيع و الشراء و الاستعمال على جميع الوجوهثم بين تعالى أنه إنما نهى عن الخمر لما يعلم في اجتنابه من الصلاح و خير الدارين فقال} «إِنَّمََا يُرِيدُ اَلشَّيْطََانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ اَلْعَدََاوَةَ وَ اَلْبَغْضََاءَ فِي اَلْخَمْرِ وَ اَلْمَيْسِرِ» قال ابن عباس يريد سعد بن أبي وقاص و رجلا من الأنصار كان مواخيا لسعد فدعاه إلى الطعام فأكلوا و شربوا نبيذا مسكرا فوقع بين الأنصاري و سعد مراء و مفاخرة فأخذ الأنصاري لحي جمل فضرب به سعدا ففزر أنفه فأنزل
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 370