responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 362

(1) -

المعنى‌

ثم ذكر تعالى معاداة اليهود للمسلمين فقال «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ اَلنََّاسِ عَدََاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اَلْيَهُودَ وَ اَلَّذِينَ أَشْرَكُوا» وصف اليهود و المشركين بأنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين‌لأن اليهود ظاهروا المشركين على المؤمنين مع أن المؤمنين يؤمنون بنبوة موسى و التوراة التي أتى بها فكان ينبغي أن يكونوا إلى من وافقهم في الإيمان بنبيهم و كتابهم أقرب و إنما فعلوا ذلك حسدا للنبي (ص) «وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ قََالُوا إِنََّا نَصََارى‌ََ » يعني الذين قدمنا ذكرهم من النجاشي ملك الحبشة و أصحابه عن ابن عباس و سعيد بن جبير و عطا و السدي و الذين جاءوا مع جعفر مسلمين عن مجاهد «ذََلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ» أي من النصارى «قِسِّيسِينَ» أي عبادا عن ابن زيد و قيل علماء عن قطرب و قيل إن النصارى ضيعت الإنجيل و أدخلوا فيه ما ليس فيه و بقي من علمائهم واحد على الحق و الاستقامة فهو قسيسا فمن كان على هداه و دينه فهو قسيس «وَ رُهْبََاناً» أي أصحاب الصوامع «وَ أَنَّهُمْ لاََ يَسْتَكْبِرُونَ» معناه أن هؤلاء النصارى الذين آمنوا لا يستكبرون عن اتباع الحق و الانقياد له كما استكبر اليهود و عباد الأوثان و أنفوا عن قبول الحق أخبر الله تعالى في هذه الآية عن عداوة مجاوري النبي (ص) من اليهود و مودة النجاشي و أصحابه الذين أسلموا معه من الحبشة لأن الهجرة كانت إلى المدينة و بها اليهود و إلى الحبشة و بها النجاشي و أصحابه ثم وصفهم فقال‌} «وَ إِذََا سَمِعُوا مََا أُنْزِلَ إِلَى اَلرَّسُولِ » من القرآن «تَرى‌ََ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ اَلدَّمْعِ مِمََّا عَرَفُوا مِنَ اَلْحَقِّ» أي لمعرفتهم بأن المتلو عليهم كلام الله و أنه حق «يَقُولُونَ رَبَّنََا آمَنََّا» أي صدقنا بأنه كلامك أنزلته على نبيك «فَاكْتُبْنََا» أي فاجعلنا بمنزلة من قد كتب و دون و قيل فاكتبنا في أم الكتاب و هو اللوح المحفوظ «مَعَ اَلشََّاهِدِينَ» أي مع محمد و أمته الذين يشهدون بالحق عن ابن عباس و قيل مع الذين يشهدون بالإيمان عن الحسن و قيل مع الذين يشهدون بتصديق نبيك و كتابك عن الجبائي } «وَ مََا لَنََا لاََ نُؤْمِنُ بِاللََّهِ وَ مََا جََاءَنََا مِنَ اَلْحَقِّ» معناه لأي عذر لا نؤمن بالله و هذا جواب لمن قال لهم من قومهم تعنيفا لهم لم آمنتم عن الزجاج و قيل أنهم قدروا في أنفسهم كان سائلا سألهم عنه فأجابوا بذلك و الحق هو القرآن و الإسلام و وصفه بالمجي‌ء مجازا كما يقال نزل و إنما نزل به الملك فكذلك جاء به الملك و قيل إن جاء بمعنى حدث نحو قوله‌ جََاءَتْ سَكْرَةُ اَلْمَوْتِ بِالْحَقِّ «وَ نَطْمَعُ» أي نرجو و نأمل «أَنْ يُدْخِلَنََا رَبُّنََا» يعني في الجنة لإيماننا بالحق فحذف لدلالة الكلام عليه «مَعَ اَلْقَوْمِ اَلصََّالِحِينَ» المؤمنين من أمة محمد .

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست