responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 340

340

(1) - آمِنِينَ (و ثالثها) أن معناه جعلوا بخلاء و ألزموا البخل فهم أبخل قوم فلا يلفى يهودي أبدا غير لئيم بخيل عن الزجاج «وَ لُعِنُوا بِمََا قََالُوا» أي أبعدوا عن رحمة الله و ثوابه بسبب هذه المقالة و قيل عذبوا في الدنيا بالجزية و في الآخرة بالنار عن الحسن ثم رد الله عليهم بضد مقالتهم فقال «بَلْ يَدََاهُ مَبْسُوطَتََانِ» أي ليس الأمر على ما وصفوه بل هو جواد فليس لذكر اليد هنا معنى غير إفادة معنى الجود و إنما قال «يَدََاهُ» على التثنية مبالغة في معنى الجود و الإنعام لأن ذلك أبلغ فيه من أن يقول بل يده مبسوطة و يمكن أن يكون المراد باليد النعمة و يكون الوجه في تثنية النعمة أنه أراد نعم الدنيا و نعم الآخرة لأن الكل و إن كانت نعم الله فمن حيث اختص كل منهما بصفة تخالف صفة الآخر كأنهما جنسان‌و يمكن أن يكون تثنية النعمة أنه أريد بهما النعم الظاهرة و الباطنة كما قال تعالى‌ وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظََاهِرَةً وَ بََاطِنَةً و قيل إن المراد باليدين القوة و القدرة عن الحسن و معناه قوتاه بالثواب و العقاب مبسوطتان بخلاف قول اليهود إن يده مقبوضة عن عذابنا «يُنْفِقُ كَيْفَ يَشََاءُ» معناه يعطي كيف يشاء من يشاء من عباده و يمنع من يشاء من عباده لأنه متفضل بذلك فيفعل على حسب المصلحة «وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيََاناً وَ كُفْراً» أي سيزدادون عند إنزال القرآن إليك طغيانا و كفرا و يريد بالكثير منهم المقيمين على الكفر و إنما ازدادوا كفرا لأنه كلما أنزل الله حكما و أخبرهم النبي ص به جحدوه و ازدادوا بذلك طغيانا و هو التمادي و المجاوزة عن الحد و كفرا انضم إلى كفرهم و هذا كما يقول القائل وعظتك فكانت موعظتي وبالا عليك و ما زادتك إلا شرا على معنى أنك ازددت عندها شرا و ذلك مشهور في الاستعمال «وَ أَلْقَيْنََا بَيْنَهُمُ اَلْعَدََاوَةَ وَ اَلْبَغْضََاءَ إِلى‌ََ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ» أي بين اليهود و النصارى عن الحسن و مجاهد و قيل يريد به اليهود خاصة و قد مر تفسيره ففي أول السورة عند قوله‌ فَأَغْرَيْنََا بَيْنَهُمُ اَلْعَدََاوَةَ وَ اَلْبَغْضََاءَ إِلى‌ََ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ «كُلَّمََا أَوْقَدُوا نََاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اَللََّهُ» أي لحرب محمد عن الحسن و مجاهد و في هذا دلالة و معجزة لأن الله أخبره فوافق خبره المخبر فقد كانت اليهود أشد أهل الحجاز بأسا و أمنعهم دارا حتى أن قريشا كانت تعتضد بهم و الأوس و الخزرج تستبق إلى محالفتهم و تتكثر بنصرتهم فأباد الله خضراءهم و استأصل شافتهم و اجتث أصلهم فأجلى النبي بني النضير و بني قينقاع و قتل بني قريظة و شرد أهل خيبر و غلب على فدك و دان له أهل وادي القرى فمحا الله تعالى آثارهم صاغرين و قال قتادة معناه أن الله أذلهم ذلا لا يعزون بعده أبدا و إنما يطفئ نار حربهم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست