responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 333

(1) - أي أبعده من رحمته «وَ غَضِبَ عَلَيْهِ» بفسقه و كفره و غضبه عليه أراد به العقوبة و الاستخفاف به و قيل غضبه أن ضرب عليهم الذلة و المسكنة و الجزية أينما كانوا من الأرض «وَ جَعَلَ مِنْهُمُ اَلْقِرَدَةَ وَ اَلْخَنََازِيرَ» أي مسخهم قردة و خنازير قال المفسرون يعني بالقردة أصحاب السبت و بالخنازير كفار مائدة عيسى و روى الوالبي عن ابن عباس أن الممسوخين من أصحاب السبت لأن شبانهم مسخوا قردة و شيوخهم مسخوا خنازير «وَ عَبَدَ اَلطََّاغُوتَ» قال الزجاج هو نسق على لعنة الله و من عبد الطاغوت و قال الفراء تأويله و جعل منهم القردة و من عبد الطاغوت فعلى هذا يكون الموصول محذوفا و ذلك لا يجوز عند البصريين فالصحيح الأول و الطاغوت هنا الشيطان عن ابن عباس و الحسن لأنهم أطاعوه طاعة المعبود و قيل هو العجل الذي عبده اليهود عن الجبائي لأن الكلام كله في صفتهم و لا تعلق في هذه الآية للمجبرة لأن أكثر ما تضمنته الأخبار بأنه خلق من يعبد الطاغوت على قراءة حمزة أو غيره ممن قرأ عبادا أو عبدا و غير ذلك‌و لا شبهة في أنه تعالى خلق الكافر و أنه لا خالق للكافر سواه غير أن ذلك لا يوجب أن يكون خلق كفره و جعله كافرا و ليس لهم أن يقولوا أنا نستفيد من قوله و جعل منهم من عبد الطاغوت أو عبد الطاغوت أنه خلق ما به كان عابدا كما نستفيد من قوله «وَ جَعَلَ مِنْهُمُ اَلْقِرَدَةَ وَ اَلْخَنََازِيرَ» أنه جعل ما به كانوا كذلك و ذلك أنا إنما استفدنا ما ذكروه لأن الدليل قد دل على أن ما به يكون القرد قردا و الخنزير خنزيرا لا يكون إلا من فعل الله و ليس كذلك ما به يكون الكافر كافرا فإنه قد دل الدليل على أنه يتعالى عن فعله و خلقه فافترق الأمران «أُولََئِكَ شَرٌّ مَكََاناً» أي هؤلاء الذين وصفهم الله بأنه لعنهم و غضب عليهم و أنهم عبدوا الطاغوت شر مكانا لأن مكانهم سقر و لا شر في مكان المؤمنين و مثله‌ أَصْحََابُ اَلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا و قيل معناه أنهم شر مكانا في عاجل الدنيا و آجل الآخرة ممن نقمتم من المؤمنين أما في الدنيا فبالقتل و السبي و ضرب الذلة و المسكنة عليهم و إلزام الجزية و أما في الآخرة فبعذاب الأبد «وَ أَضَلُّ عَنْ سَوََاءِ اَلسَّبِيلِ» أي أجوز عن الطريق المستقيم و أبعد من النجاة قال المفسرون فلما نزلت هذه الآية عبر المسلمون أهل الكتاب و قالوا يا إخوان القردة و الخنازير فنكسوا رءوسهم و افتضحوا.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست