responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 32

(1) - غدا و قوله «خََالِداً فِيهََا» منصوب على أحد وجهين (أحدهما) الحال من الهاء في «يُدْخِلْهُ نََاراً» و التقدير على ما ذكرناه (و الآخر) أن يكون صفة لقوله «نََاراً» و هذا كما تقول زيد مررت بدار ساكن فيها فيكون على حذف الضمير من ساكن هو فيها لأن اسم الفاعل إذا جرى على غير من هو له لم يتضمن الضمير كما يتضمنه الفعل و لو قلت يسكن فيها يجب إبرازه فتقول زيد مررت بدار ساكن هو فيها.

المعنى‌

لما فرض الله فرائض المواريث عقبها بذكر الوعد في الائتمار لها و الوعيد على التعدي لحدودها فقال «تِلْكَ حُدُودُ اَللََّهِ» أي هذه التي بينت في أمر الفرائض و أمر اليتامى حدود الله أي الأمكنة التي لا ينبغي أن تتجاوز عن الزجاج و اختلف في معنى الحدود على أقوال (أحدها) تلك شروط الله عن السدي (و ثانيها) تلك طاعة الله عن ابن عباس (و ثالثها) تلك تفصيلات الله لفرائضه و هو الأقوى فيكون المراد هذه القسمة التي قسمها الله لكم و الفرائض التي فرضها الله لأحيائكم من أمواتكم فصول بين طاعة الله و معصيته فإن معنى حدود الله حدود طاعة الله و إنما اختصر لوضوح معناه للمخاطبين «وَ مَنْ يُطِعِ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» فيما أمر به من الأحكام و قيل فيما فرض له من فرائض المواريث «يُدْخِلْهُ جَنََّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا» أي من تحت أشجارها و أبنيتها «اَلْأَنْهََارُ» أي ماء الأنهار حذف المضاف و أقيم المضاف إليه مقامه في الموضعين «خََالِدِينَ فِيهََا» أي دائمين فيها «وَ ذََلِكَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيمُ» أي الفلاح العظيم وصفه بالعظيم و لم يبين بالإضافة إلى ما ذا و المراد أنه عظيم بالإضافة إلى منفعة الحيازة في التركة من حيث كان أمر الدنيا حقيرا بالإضافة إلى أمر الآخرة و إنما خص الله الطاعة في قسمة الميراث بالوعدمع أنه واجب في كل طاعة إذا فعلت لوجوبها أو لوجه وجوبها ليبين عن عظم موقع هذه الطاعة بالترغيب فيها و الترهيب عن تجاوزها و تعديها «وَ مَنْ يَعْصِ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» فيما بينه من الفرائض و غيرها «وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ» أي و يتجاوز ما حد له من الطاعات «يُدْخِلْهُ نََاراً خََالِداً» أي دائما «فِيهََا وَ لَهُ عَذََابٌ مُهِينٌ» سماه مهينا لأن الله يفعله على وجه الإهانة كما أنه يثيب المؤمن على وجه الكرامة و من استدل بهذه الآية على أن صاحب الكبيرة من أهل الصلاة مخلد في النار و معاقب فيها لا محالة فقوله بعيد لأن قوله «وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ» يدل على أن المراد به من تعدى جميع حدود الله و هذه صفة الكفار و لأن صاحب الصغيرة بلا خلاف خارج عن عموم الآية و إن كان فاعلا للمعصية و متعديا حدا من حدود الله و إذا جاز إخراجه بدليل جاز لغيره أن يخرج من عمومها من يشفع له النبي أو يتفضل الله عليه بالعفو

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست