responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 292

(1) - و سعيد بن جبير و قتادة و السدي و الربيع و على هذا فإن أو ليست للإباحة هنا و إنما هي مرتبة الحكم باختلاف الجناية و قال الشافعي إن أخذ المال جهرا كان للإمام صلبه حيا و لم يقتل قال و يحد كل واحد بقدر فعله فمن وجب عليه القتل و الصلب قتل قبل صلبه كراهية تعذيبه و يصلب ثلاثا ثم ينزل قال أبو عبيد سألت محمد بن الحسن عن قوله «أَوْ يُصَلَّبُوا» فقال هو أن يصلب حيا ثم يطعن بالرماح حتى يقتل و هو رأي أبي حنيفة فقيل له هذا مثلة قال المثلة يراد به‌ و قيل معنى أو هاهنا للإباحة و التخيير أي إن شاء الإمام قتل و إن شاء صلب و إن شاء نفى عن الحسن و سعيد بن المسيب و مجاهد و قد روي ذلك عن أبي عبد الله (ع) و قوله «مِنْ خِلاََفٍ» معناه اليد اليمني و الرجل اليسرى «أَوْ يُنْفَوْا مِنَ اَلْأَرْضِ» قيل فيه أقوال و الذي يذهب إليه أصحابنا الإمامية أن ينفي من بلد إلى بلد حتى يتوب و يرجع و به قال ابن عباس و الحسن و السدي و سعيد بن جبير و غيرهم و إليه ذهب الشافعي قال أصحابنا و لا يمكن من الدخول إلى بلاد الشرك و يقاتل المشركون على تمكينهم من الدخول إلى بلادهم حتى يتوبوا و قيل هو أن ينفى من بلده إلى بلد غيره عن عمر بن عبد العزيز و عن سعيد بن جبير في رواية أخرى و قال أبو حنيفة و أصحابه أن النفي هو الحبس و السجن و احتجوا بأن المسجون يكون بمنزلة المخرج من الدنيا إذا كان ممنوعا من التصرف محولا بينه و بين أهله مع مقاساته الشدائد في الحبس‌و أنشد قول بعض المسجونين:

خرجنا من الدنيا و نحن من أهلها # فلسنا من الأحياء فيها و لا الموتى

إذا جاءنا السجان يوما لحاجة # عجبنا و قلنا جاء هذا من الدنيا

«ذََلِكَ» أي فعل ما ذكرناه «لَهُمْ خِزْيٌ» أي فضيحة و هوان «فِي اَلدُّنْيََا وَ لَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ عَذََابٌ عَظِيمٌ» زيادة على ذلك و في هذا دلالة على بطلان قول من ذهب إلى أن إقامة الحدود تكفير للمعاصي لأنه سبحانه بين أن لهم في الآخرة عذابا عظيما مع أنه أقيمت عليهم الحدود و المعنى أنهم يستحقون العذاب العظيم و ليس في الآية أنه يفعل ذلك بهم لا محالة لأنه يجوز أن يعفو الله عنهم و يتفضل عليهم بإسقاط ما يستحقونه من العذاب الأكبر «إِلاَّ اَلَّذِينَ تََابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ» لما بين سبحانه حكم المحارب استثنى من جملتهم من يتوب مما ارتكبه قبل أن يؤخذ و يقدر عليه لأن توبته بعد قيام البينة عليه و وقوعه في يد الإمام لا تنفعه بل يجب إقامة الحد عليه «فَاعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» يقبل توبته و يدخله الجنة و في هذا الآية حجة على من قال لا تصح التوبة من معصية مع الإقامة على‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست