responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 273

(1) - قريب عن ابن عباس و قيل إنه لما قال قوم إن المسيح ابن الله أجري ذلك على جميعهم كما تقول العرب هذيل شعراء أي فيهم شعراء، و كما قالوا في رهط مسيلمة قالوا نحن أنبياء أي قال قائلهم و كما قال جرير :

(ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا)

فقال ندسنا و إنما كان النادس رجل من قوم جرير ثم قال تعالى لنبيه محمد ص «قُلْ» لهؤلاء المفترين على ربهم «فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ» أي فلأي شي‌ء يعذبكم بذنوبكم إن كان الأمر على ما زعمتم‌فإن الأب يشفق على ولده و الحبيب على حبيبه فلا يعذبه و هم يقرون بأنهم يعذبون لو لم يقولوا به كذبوا بكتابهم و قد أقرت اليهود بأنهم يعذبون أربعين يوما عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل و قيل إن معناه الماضي و إن كان لفظه المستقبل أي فلم عذبكم الله و قد أقررتم بأنه عذبكم عند عبادتكم العجل و عذبكم بأن جعل منكم القردة و الخنازير و خلى بينكم و بين بخت نصر حتى فعل بكم ما فعل و الحبيب لا يعذب حبيبه فلو كنتم أحباءه لما عذبكم «بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ» أي ليس الأمر على ما قلتم إنكم أبناء الله و أحباؤه بل أنتم خلق من بني آدم إن أحسنتم جوزيتم على إحسانكم و إن أسأتم جوزيتم على إساءتكم كما يجازى غيركم و ليس لكم عند الله إلا ما لغيركم من خلقه «يَغْفِرُ لِمَنْ يَشََاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشََاءُ» و إنما علق العذاب بالمشيئة مع أنه سبحانه لا يشاء العقوبة إلا لمن كان عاصيا لما في ذلك من البلاغة و الإيجاز برد الأمور إلى العالم الحكيم الذي يجريها على وجه الحكمة «وَ لِلََّهِ مُلْكُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» يملك ذلك وحده لا شريك له يعارضه «وَ مََا بَيْنَهُمََا» أي ما بين الصنفين و دل بذلك على أنه لا ولد له لأن الولد يكون من جنس الوالد فلا يكون مملوكا له «وَ إِلَيْهِ اَلْمَصِيرُ» معناه و يؤول إليه أمر العباد فلا يملك ضرهم و نفعهم غيره لأنه يبطل تمليكه لغيره ذلك اليوم كما يقال صار أمرنا إلى القاضي و إنما يراد بذلك أنه المتصرف فينا و الأمر لنا لا على معنى قرب المكان.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست