responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 272

(1) -

المعنى‌

ثم حكى سبحانه عن النصارى ما قالوا في المسيح «لَقَدْ كَفَرَ اَلَّذِينَ قََالُوا إِنَّ اَللََّهَ هُوَ اَلْمَسِيحُ اِبْنُ مَرْيَمَ » كفرهم الله سبحانه بهذا القول لأنهم قالوه على وجه التدين به و الاعتقاد لا على وجه الإنكار و إنما كفروا بذلك لوجهين (أحدهما) أنهم كفروا بالنعمة من حيث أضافوها إلى غير الله ممن ادعوا إلهيته (و الآخر) أنهم كفروا بأنهم وصفوا المسيح و هو محدث بصفات الله سبحانه فقالوا هو إله و كل جاهل بالله كافر لأنه لما ضيع نعمة الله تعالى كان بمنزلة من أضافها إلى غيره «قُلْ» يا محمد «فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اَللََّهِ شَيْئاً» أي من يقدر أن يدفع من أمر الله شيئا من قولهم ملكت على فلان أمره إذا اقتدرت عليه حتى لا يمكنه إنفاذ شي‌ء من أمره إلا بك و تقديره من يملك من أمر الله شيئا «إِنْ أَرََادَ أَنْ يُهْلِكَ اَلْمَسِيحَ اِبْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ وَ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ جَمِيعاً» عنى بذلك أنه لو كان المسيح إلها لقدر على دفع أمر الله تعالى إذا أراد هلاكه و إهلاك غيره و ليس بقادر عليه لاستحالة القدرة على مغالبة القديم أي فكيف يجوز اعتقاد الربوبية فيه مع أنه مسخر مربوب مقهور و قيل معناه أن من قدر على هذا لم يجز أن يكون معه إله و لا أن يشبهه شي‌ء «وَ لِلََّهِ مُلْكُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مََا بَيْنَهُمََا» و من كان بهذه الصفة فلا ثاني له و ذلك يدلك على أن المسيح ملك له و إذا كان ملكا له لم يكن إلها و لا ابنا له لأن المملوك لا يجوز أن يكون مالكا فكيف يكون إلها و قوله «يَخْلُقُ مََا يَشََاءُ» أي يخلق ما يشاء أن يخلقه فإن شاء خلق من ذكر و أنثى و إن شاء خلق من أنثى غير ذكر فدل بها على أنه ليس في كون المسيح من أنثى بغير ذكر دلالة على كونه إلها و قوله «وَ اَللََّهُ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ» أي يقدر على كل شي‌ء يريد أن يخلقه و في هذه الآية رد على النصارى القائلين بأن الله جل جلاله اتحد بالمسيح فصار الناسوت لاهوتا يجب أن يعبد و يتخذ إلهافاحتج عليهم بأن من جاز عليه الهلاك لا يجوز أن يكون إلها و كذلك من كان مولودا مربوبا لا يكون ربا ثم حكى عن الفريقين من أهل الكتاب فقال‌} «وَ قََالَتِ اَلْيَهُودُ وَ اَلنَّصََارى‌ََ نَحْنُ أَبْنََاءُ اَللََّهِ وَ أَحِبََّاؤُهُ» قيل إن اليهود قالوا نحن في القرب من الله بمنزلة الابن من أبيه و النصارى لما قالوا للمسيح ابن الله جعلوا نفوسهم أبناء الله و أحباؤه لأنهم تأولوا ما في الإنجيل من قول المسيح أذهب إلى أبي و أبيكم عن الحسن و قيل إن جماعة من اليهود منهم كعب بن الأشرف و كعب بن أسيد و زيد بن التابوه و غيرهم قالوا لنبي الله حين حذرهم بنقمات الله و عقوباته لا تخوفنا فإنا أبناء الله و أحباؤه فإن غضب علينا فإنما يغضب كغضب الرجل على ولده يعني أنه يزول عن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست