نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 270
(1) - حدوث الشيء من الغير غير أنها لا تسمى بذلك إلا إذا وقع مرادها و لم يتخللها كراهية فتقف تسميتها بالرضا على وقوع المراد إلا أن بعد وقوع المراد بفعل إرادة يسمى رضاء بما كان فسقط ما قاله.
المعنى
لما ذكر سبحانه أن اليهود و النصارى نقضوا العهد و تركوا ما أمروا به عقب ذلك بدعائهم إلى الإيمان بمحمد ص و ذكرهم ما أتاهم به من أسرار كتبهم حجة عليهم فقال «يََا أَهْلَ اَلْكِتََابِ» يخاطب اليهود و النصارى «قَدْ جََاءَكُمْ رَسُولُنََا» محمد «يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمََّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ اَلْكِتََابِ» يعني ما بينه ص من رجم الزانين و أشياء كانوا يحرفونها من كتابهم بسوء التأويلو إنما لم يقل يا أهل الكتابين لأن الكتاب اسم جنس و فيه معنى العهد فسلك طريقة الإيجاز في اللفظ من حيث كانوا كأنهم أهل كتاب واحد «وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ» معناه يترك كثيرا لا يذكره و لا يؤاخذكم به لأنه لم يأمر به عن أبي علي الجبائي و قيل معناه يصفح عن كثير منهم بالتوبة عن الحسن و الوجه في تبيين بعضه و ترك بعضه أنه يبين ما فيه دلالة على نبوته من صفاته و نعته و البشارة به و ما يحتاج إلى علمه من غير ذلك مما يتفق له الأسباب التي يحتاج معها إلى استعلامه كما اتفق ذلك في الرجم و ما عدا هذين مما ليس في تفصيله فائدة كفى ذكره في الجملة «قَدْ جََاءَكُمْ مِنَ اَللََّهِ نُورٌ» يعني بالنور محمد ص لأنه يهتدي به الخلق كما يهتدون بالنور عن قتادة و اختاره الزجاج و قيل عنى به القرآن لأنه يبين الحق من الباطل عن أبي علي الجبائي و الأول أولى لقوله «وَ كِتََابٌ مُبِينٌ» فيكون اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين} «يَهْدِي بِهِ اَللََّهُ» أي الكتاب المبين و هو القرآن و قيل بالنبي ص «مَنِ اِتَّبَعَ رِضْوََانَهُ» أي من اتبع رضاء الله في قبول القرآن و الإيمان و تصديق النبي ص و اتباع الشرائع «سُبُلَ اَلسَّلاََمِ» قيل السلام هو الله تعالى عن الحسن و السدي و معناه سبل الله و هو شرائعه التي شرعها لعباده و هو الإسلامو قيل إنه السلامة من كل مخافة و مضرة إلا ما لا يعتد به لأنه يؤول إلى النفع في العاقبة عن الزجاج أي يهدي إلى طرق السلامة من اتبع ما فيه رضاء الله فالسلام و السلامة كالضلال و الضلالة و المراد بقوله «يَهْدِي» أنه يفعل اللطف المؤدي إلى سلوك طريق الحق «وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ اَلظُّلُمََاتِ إِلَى اَلنُّورِ» لأن الكفر يتحير فيه صاحبه كما يتحير في الظلام و يهتدي بالإيمان إلى النجاة كما يهتدي بالنور «بِإِذْنِهِ» أي
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 270