responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 267

(1) -

الإعراب‌

ما في قولهم «فَبِمََا نَقْضِهِمْ» زائدة مؤكدة أي فبنقضهم ميثاقهم و مثله قول الشاعر:

(لشي‌ء ما يسود من يسود)

«يُحَرِّفُونَ» في موضع نصب على الحال من قوله «فَبِمََا نَقْضِهِمْ مِيثََاقَهُمْ» أي محرفين الكلم و يجوز أن يكون كلاما مستأنفا و يكون التمام عند قوله «قََاسِيَةً» و «قَلِيلاً مِنْهُمْ» نصب على الاستثناء من الهاء و الميم في قوله «عَلى‌ََ خََائِنَةٍ مِنْهُمْ» .

المعنى‌

ثم عطف سبحانه على ما تقدم فقال «فَبِمََا نَقْضِهِمْ مِيثََاقَهُمْ لَعَنََّاهُمْ» فيه تسلية للنبي ص يقول لا تعجبن يا محمد من هؤلاء اليهود الذين هموا أن يبسطوا أيديهم إليك و إلى أصحابك و ينكثوا العهد الذي بينك و بينهم و يغدروا بك فإن ذلك دأبهم و عادة أسلافهم الذين أخذت ميثاقهم على طاعتي في زمن موسى و بعثت منهم اثني عشر نقيبا فنقضوا ميثاقي و عهدي فلعنتهم بنقضهم ذلك العهد و الميثاق و في الكلام محذوف أكتفي بدلالة الظاهر عليه و تقديره فنقضوا ميثاقهم فلعناهم بنقضهم ذلك الميثاق و العهد المؤكد أي طردناهم و أبعدناهم من رحمتنا على وجه العقوبة عن عطاء و جماعة و قيل معناه مسخناهم قردة و خنازير عن الحسن و مقاتل و قيل عذبناهم بالجزية عن ابن عباس و كان نقضهم الميثاق من وجوه فمنها أنهم كذبوا الرسل و قتلوا الأنبياء و نبذوا الكتاب و ضيعوا حدوده و فرائضه عن قتادة و منها أنهم كتموا صفة النبي ص عن ابن عباس «وَ جَعَلْنََا قُلُوبَهُمْ قََاسِيَةً» أي يابسة غليظة تنبو عن قبول الحق و لا تلين عن ابن عباس و معناه سلبناهم التوفيق و اللطف الذي تنشرح به صدورهم حتى ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون و هذا كما يقول الإنسان لغيره أفسدت سيفك إذا ترك تعاهده حتى صدئ و جعلت أظافيرك سلاحك إذا لم يقصها و قيل معناه بينا عن حال قلوبهم و ما هي عليها من القساوة و حكمنا بأنهم لا يؤمنون و لا تنجع فيهم موعظة عن الجبائي و قيل معنى قاسية رديئة فاسدة مثل الدراهم القسية إذا كانت زائفة و هذا راجع إلى معنى اليبس أيضا لأنها تكون يابسة الصوت لما فيها من الغش و الفساد و يقال للرحيم لين القلب و لغير الرحيم يابس القلب «يُحَرِّفُونَ اَلْكَلِمَ عَنْ مَوََاضِعِهِ» أي يفسرونه على غير ما أنزل و يغيرون صفة النبي ص فيكون التحريف بأمرين (أحدهما) سوء التأويل (و الآخر) التغيير و التبديل كقوله تعالى‌ «وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اَللََّهِ وَ مََا هُوَ مِنْ عِنْدِ اَللََّهِ» «وَ نَسُوا حَظًّا مِمََّا ذُكِّرُوا بِهِ» و تركوا نصيبا مما وعظوا به و مما أمروا به في كتابهم من اتباع النبي فصار كالمنسي عندهم و لو آمنوا به و اتبعوه لكان ذلك لهم حظا و قيل معناه ضيعوا ما ذكرهم الله به في كتابه مما فيه رشدهم و تركوا تلاوته فنسوه على مر الأيام «وَ لاََ تَزََالُ تَطَّلِعُ عَلى‌ََ خََائِنَةٍ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست