responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 225

(1) - و درهم منكوف مبهرج ردي‌ء لأنه يمتنع من أخذه لرداءته و نكفت من الأمر بكسر الكاف بمعنى استنكفت أيضا حكاها أبو عمرو فتأويل «لَنْ يَسْتَنْكِفَ» لن ينقبض و لم يمتنع و الاستكبار طلب الكبر من غير استحقاق و التكبر قد يكون باستحقاق فلذلك جاز في صفة الله تعالى المتكبر و لا يجوز المستكبر .

النزول‌

روي أن وفد نجران قالوا لنبينا يا محمد لم تعيب صاحبنا قال و من صاحبكم قالوا عيسى (ع) قال و أي شي‌ء أقول فيه قالوا تقول أنه عبد الله و رسوله فنزلت الآية.

المعنى‌

لما تقدم ذكر النصارى و الحكاية عنهم في أمر المسيح عقبه سبحانه بالرد عليهم فقال‌ «لَنْ يَسْتَنْكِفَ» أي لن يأنف و لم يمتنع « اَلْمَسِيحُ » يعني عيسى (ع) من «أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلََّهِ وَ لاَ اَلْمَلاََئِكَةُ اَلْمُقَرَّبُونَ» أي و لا الملائكة المقربون يأنفون و يستكبرون عن الإقرار بعبوديته و الإذعان له بذلك و المقربون الذين قربهم تعالى و رفع منازلهم على غيرهم من خلقه «وَ مَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبََادَتِهِ» أي من يأنف عن عبادته «وَ يَسْتَكْبِرْ» أي يتعظم بترك الإذعان لطاعته «فَسَيَحْشُرُهُمْ» أي فسيبعثهم «إِلَيْهِ» يوم القيامة «جَمِيعاً» يجمعهم لموعدهم عنده و معنى قوله «إِلَيْهِ» أي إلى الموضع الذي لا يملك التصرف فيه سواه كما يقال صار أمر فلان إلى الأمير أي لا يملكه غير الأمير و لا يراد بذلك المكان الذي فيه الأمير و استدل بهذه الآية من قال بأن الملائكة أفضل من الأنبياء قالوا إن تأخير ذكر الملائكة في مثل هذا الخطاب يقتضي تفضيلهم لأن العادة لم تجر بأن يقال لن يستنكف الأمير أن يفعل كذا و لا الحارس بل يقدم الأدون و يؤخر الأعظم فيقال لن يستنكف الوزير أن يفعل كذا و لا السلطان و هذا يقتضي فضل الملائكة على الأنبياء و أجاب أصحابنا عن ذلك بأن قالوا إنما أخر ذكر الملائكة عن ذكر المسيح لأن جميع الملائكة أفضل و أكثر ثوابا من المسيح و هذا لا يقتضي أن يكون كل واحد منهم أفضل من المسيح و إنما الخلاف في ذلك و أيضا فإنا و إن ذهبنا إلى أن الأنبياء أفضل من الملائكة فإنا نقول مع قولنا بالتفاوت أنه لا تفاوت في الفضل بين الأنبياء و الملائكة و مع التقارب و التداني يحسن أن يقدم ذكر الأفضل أ لا ترى أنه يحسن أن يقال ما يستنكف الأمير فلان من كذا و لا الأمير فلان‌إذا كانا متساويين في المنزلة أو متقاربين و إنما لا يحسن أن يقال ما يستنكف الأمير فلان من كذا و لا الحارس لأجل التفاوت «فَأَمَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ» و يؤتيهم جزاء أعمالهم وعد الله‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست