responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 21

(1) - و الحسن و قتادة و مجاهد و الضحاك (و ثانيها) إن الأمر في الآية لولي مال اليتيم يأمره بأداء الأمانة فيه و القيام بحفظه كما لو خاف على مخلفيه إذا كانوا ضعافا و أحب أن يفعل بهم عن ابن عباس أيضا فيكون معناه من كان في حجره يتيم فليفعل به ما يحب أن يفعل بذريته من بعده و إلى هذا المعنى يؤول ما روي عن موسى بن جعفر قال أن الله أوعد في مال اليتيم عقوبتين ثنتين أما (إحداهما) فعقوبة الدنيا قوله «وَ لْيَخْشَ اَلَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا» الآية قال يعني بذلك ليخش أن أخلفه في ذريته كما صنع بهؤلاء اليتامى‌ (و ثالثها) أنها وردت في حرمان ذوي القربى أن يوصي لهم بأن يقول الحاضر لا توص لأقاربك و وفر على ورثتك و قوله «خََافُوا عَلَيْهِمْ» معناه خافوا من جفاء يلحقهم أو ظلم يصيبهم أو غضاضة أو ضعة «فَلْيَتَّقُوا اَللََّهَ» أي فليتق كل واحد من هؤلاء في يتامى غيره أن يجفوهم و يظلمهم و ليعاملهم بما يحب أن يعامل به يتاماه بعد موته و قيل فليتقوا الله في الإضرار بالمؤمنين «وَ لْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً» أي مصيبا عدلا موافقا للشرع و الحق و قيل أنه يريد قولا لا خلل فيه و قيل معناه فليخاطبوا اليتامى بخطاب حسن و قول جميل و في معنى الآية ما روي عن النبي (ص) أنه قال من سره أن يزحزح عن النار و يدخل الجنة فليأته منيته و هو يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و يحب أن يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه‌ و نهى رسول الله أن يوصي بأكثر من الثلث و قال و الثلث كثير و قال لسعد لأن تدع ورثتك أغنياء أحب إلي من أن تدعهم عالة يتكففون الناس‌ ثم أوعد الله آكلي مال اليتيم نار جهنم و قال‌} «إِنَّ اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوََالَ اَلْيَتََامى‌ََ ظُلْماً» أي ينتفعون بأموال اليتامى و يأخذونها ظلما بغير حق و لم يرد به قصر الحكم على الأكل الذي هو عبارة عن المضغ و الابتلاع و فائدة تخصيص الأكل بالذكر أنه معظم منافع المال المقصودة فذكره الله تنبيها على ما في معناه من وجوه الانتفاع و كذلك معنى قوله وَ لاََ تَأْكُلُوا أَمْوََالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبََاطِلِ و لاََ تَأْكُلُوا اَلرِّبَوا و إنما علق الوعيد بكونه ظلما لأنه قد يأكله الإنسان على وجه الاستحقاق بأن يأخذ منه أجرة المثل أو يأكل منه بالمعروف أو يأخذه قرضا على نفسه على ما تقدم القول في ذلك فلا يكون ظلما فإن قيل إذا أخذه قرضا أو أجرة المثل فإنما أكل مال نفسه و لم يأكل مال اليتيم فجوابه لا بل يكون آكلا مال اليتيم لكن لا على وجه يكون ظلما بأن ألزم عوضه على نفسه أو استحقه بالعمل و لو سلمنا ذلك لجاز أن يكون إنما ذكر كونه ظلما لضرب من التأكيد و البيان‌لأن أكل مال اليتيم لا يكون إلا ظلما و سئل الرضا كم أدنى ما يدخل به آكل مال اليتيم تحت الوعيد في هذه الآية فقال قليله و كثيره واحد إذا كان من نيته أن لا يرده إليهم‌ و قوله «إِنَّمََا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نََاراً» قيل فيه وجهان

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست