responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 207

(1) - التذليل و يكون كالدرس أنه من التذليل و منه الرسم الدارس لذلته فقولك درست العلم بمعنى ذللته و يقال في المثل قتل أرضا عالمها و قتلت أرض جاهلها قال الأصمعي معناه ضبط الأمر من يعلمه و أقول معناه أن العالم يغلب أهل أرضه و الجاهل مغلوب مقهور كما أن الجاهل بالطريق لا يهتدي فيتردد فيه .

الإعراب‌

ما في قوله «فَبِمََا نَقْضِهِمْ» لغو أي فبنقضهم و معناه التوكيد أي فبنقضهم ميثاقهم حقا و الجالب للباء في فبنقضهم و العامل فيه قيل أنه محذوف أي لعناهم و قيل العامل فيه قوله «حَرَّمْنََا عَلَيْهِمْ طَيِّبََاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ» و قوله «فَبِظُلْمٍ مِنَ اَلَّذِينَ» بدل من قوله (فبنقضهم) عن الزجاج و على هذا فقوله «بَلْ طَبَعَ اَللََّهُ عَلَيْهََا بِكُفْرِهِمْ» إلى آخر الآية اعتراض و كذلك قوله «وَ مََا قَتَلُوهُ وَ مََا صَلَبُوهُ» إلى قوله «شَهِيداً» و قوله « عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ » عطف بيان ركب مع ابن و جعل كاسم واحد لوقوع ابن بين علمين مع كونه صفة و الصفة ربما ركبت مع الموصوف فجعلا كاسم واحد نحو لا رجل ظريف في الدار و رسول الله صفة للمسيح أو بدل منه و «اِتِّبََاعَ اَلظَّنِّ» منصوب على الاستثناء و هو استثناء منقطع و ليس من الأول فالمعنى ما لهم به من علم لكنهم يتبعون الظن.

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه أفعالهم القبيحة و مجازاته إياهم بها فقال‌ «فَبِمََا نَقْضِهِمْ» أي فبنقض هؤلاء الذين تقدم ذكرهم و وصفهم «مِيثََاقَهُمْ» أي عهودهم التي عاهدوا الله عليها أن يعملوا بها في التوراة «وَ كُفْرِهِمْ بِآيََاتِ اَللََّهِ» أي جحودهم بأعلام الله و حججه و أدلته التي احتج بها عليهم في صدق أنبيائه و رسله «وَ قَتْلِهِمُ اَلْأَنْبِيََاءَ» بعد قيام الحجة عليهم بصدقهم «بِغَيْرِ حَقٍّ» أي بغير استحقاق منهم لذلك بكبيرة أتوها أو خطيئة استوجبوا بها القتل و قد قدمنا القول في أمثال هذا و إنه إنما يذكر على سبيل التوكيد فإن قتل الأنبياء لا يمكن إلا أن يكون بغير حق و هو مثل قوله‌ وَ مَنْ يَدْعُ مَعَ اَللََّهِ إِلََهاً آخَرَ لاََ بُرْهََانَ لَهُ بِهِ و المعنى أن ذلك لا يكون البتة عليه برهان «وَ قَوْلِهِمْ قُلُوبُنََا غُلْفٌ» مضى تفسيره في سورة البقرة «بَلْ طَبَعَ اَللََّهُ عَلَيْهََا بِكُفْرِهِمْ» قد شرحنا معنى الختم و الطبع عند قوله‌ «خَتَمَ اَللََّهُ عَلى‌ََ قُلُوبِهِمْ» «فَلاََ يُؤْمِنُونَ إِلاََّ قَلِيلاً» أي لا يصدقون قوله إلا تصديقا قليلا و إنما وصفه بالقلة لأنهم لم يصدقوا بجميع ما كان يجب عليهم التصديق به و يجوز أن يكون الاستثناء من الذين نفي عنهم الإيمان فيكون المعنى إلا جمعا قليلا فكأنه سبحانه علم أنه يؤمن من جملتهم جماعة قليلة فيما بعد فاستثناهم من جملة من أخبر عنهم أنهم لا يؤمنون‌و به قال جماعة من المفسرين‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست