responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 202

(1) - فيدعو على من ظلمه فلا يكره ذلك عن ابن عباس و قريب منه قول قتادة و يكره رفع الصوت بما يسوء الغير إلا المظلوم يدعو على من ظلمه (و ثالثها) إن المراد لا يحب أن يذم أحدا أحد أو يشكوه أو يذكره بالسوء إلا أن يظلم فيجوز له أن يشكو من ظلمه و يظهر أمره و يذكره بسوء ما قد صنعه ليحذره الناس عن مجاهد و روي عن أبي عبد الله (ع) أنه الضيف ينزل بالرجل فلا يحسن ضيافته فلا جناح عليه في أن يذكره بسوء ما فعله‌ «وَ كََانَ اَللََّهُ سَمِيعاً» لما يجهر به من سوء القول «عَلِيماً» بصدق الصادق و كذب الكاذب فيجازي كلا بعمله و في هذه الآية دلالة على أن الرجل إذا هتك ستره و أظهر فسقه جاز إظهار ما فيه و قد جاء في الحديث" قولوا في الفاسق ما فيه يعرفه الناس و لا غيبة لفاسق" و فيها ترغيب في مكارم الأخلاق و نهي عن كشف عيوب الخلق و إخبار بتنزيه ذاته تعالى عن إرادة القبائح فإن المحبة إذا تعلقت بالفعل فمعناها الإرادةثم خاطب سبحانه جميع المكلفين فقال‌} «إِنْ تُبْدُوا» أي تظهروا «خَيْراً» أي حسنا جميلا من القول لمن أحسن إليكم شكرا على إنعامه عليكم «أَوْ تُخْفُوهُ» أي تتركوا إظهاره و قيل معناه إن تفعلوا خيرا أو تعزموا عليه و قيل يريد بالخير المال أي تظهروا صدقة أو تخفوها «أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ» معناه أو تصفحوا عمن أساء إليكم مع القدرة على الانتقام منه فلا تجهروا له بالسوء من القول الذي أذنت لكم في أن تجهروا به «فَإِنَّ اَللََّهَ كََانَ عَفُوًّا» أي صفوحا عن خلقه يصفح لهم عن معاصيهم «قَدِيراً» أي قادرا على الانتقام منهم و هذا حث منه سبحانه منه لخلقه على العفو عن المسي‌ء مع القدرة على الانتقام و المكافاة فإنه تعالى مع كمال قدرته يعفو عنهم ذنوبا أكثر من ذنب من يسي‌ء إليهم و قد تضمنت الآية التي قبلها إباحة الانتصاف من الظالم بشرط أن يقف فيه على حد الظلم و موجب الشرع.

النظم‌

الوجه في اتصال هذه الآية بما قبلها أنه لما سبق ذكر أهل النفاق و هو الإظهار خلاف الإبطان بين سبحانه أنه ليس كلما يقع في النفس يجوز إظهاره فإنه ربما يكون ظنا فإذا تحقق ذلك جاز إظهاره عن علي بن عيسى .

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست