responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 200

(1) - إلى عذابكم بكفركم و تكذيبكم‌} «إِنَّ اَلْمُنََافِقِينَ فِي اَلدَّرْكِ اَلْأَسْفَلِ مِنَ اَلنََّارِ» أي في الطبق الأسفل من النار فإن للنار طبقات و دركات كما أن للجنة درجات فيكون المنافق على أسفل طبقة منها لقبح عمله عن ابن كثير و أبي عبيدة و جماعة و قيل إن المنافقين في توابيت من حديد مغلقة عليهم في النار عن عبد الله بن مسعود و ابن عباس و قيل إن الإدراك يجوز أن تكون منازل بعضها أسفل من بعض بالمسافة و يجوز أن يكون ذلك إخبارا عن بلوغ الغاية في العقاب كما يقال إن السلطان بلغ فلانا الحضيض و بلغ فلانا العرش يريدون بذلك انحطاط المنزلة و علوها لا المسافة عن أبي القاسم البلخي «وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً» و لا تجد يا محمد لهؤلاء المنافقين ناصرا ينصرهم فينقذهم من عذاب الله إذ جعلهم في أسفل طبقة من النار ثم استثنى تعالى فقال‌} «إِلاَّ اَلَّذِينَ تََابُوا» من نفاقهم «وَ أَصْلَحُوا» نياتهم و قيل ثبتوا على التوبة في المستقبل «وَ اِعْتَصَمُوا بِاللََّهِ» أي تمسكوا بكتاب الله و صدقوا رسله و قيل وثقوا بالله «وَ أَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلََّهِ» أي تبرأوا من الآلهة و الأندادو قيل طلبوا بإيمانهم رحمة الله و رضاه مخلصين عن الحسن «فَأُولََئِكَ مَعَ اَلْمُؤْمِنِينَ» أي فإنهم إذا فعلوا ذلك يكونون في الجنة مع المؤمنين و محل الكرامة «وَ سَوْفَ يُؤْتِ اَللََّهُ اَلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً» سوف كلمة ترجئة و عدة و إطماع و هي من الله إيجاب لأنه أكرم الأكرمين و وعد الكريم إنجاز و لم يشرط على غير المنافقين في التوبة من الإصلاح و الاعتصام ما شرطه عليهم ثم شرط عليهم بعد ذلك الإخلاص لأن النفاق ذنب القلب و الإخلاص توبة القلب ثم قال «فَأُولََئِكَ مَعَ اَلْمُؤْمِنِينَ» و لم يقل فأولئك المؤمنون أو من المؤمنين غيظا عليهم ثم أتى بلفظ «سَوْفَ» في أجر المؤمنين لانضمام المنافقين إليهم هذا إذا عنى به جميع المؤمنين من تقدم منه الكفر و من لم يتقدم و يحتمل أن يكون المراد به زيادة الثواب لمن لم يسبق منه كفر و لا نفاق.

المعنى‌

خاطب سبحانه بهذه الآية المنافقين الذين تابوا و آمنوا و أصلحوا أعمالهم فقال «مََا يَفْعَلُ اَللََّهُ بِعَذََابِكُمْ» أي ما يصنع الله بعذابكم و المعنى لا حاجة لله إلى عذابكم و جعلكم في الدرك الأسفل من جهنم لأنه لا يجتلب بعذابكم نفعا و لا يدفع به عن نفسه ضررا إذ هما يستحيلان عليه «إِنْ شَكَرْتُمْ» أي أديتم الحق الواجب لله عليكم و شكرتموه على نعمه «وَ آمَنْتُمْ» به و برسوله و أقررتم بما جاء به من عنده «وَ كََانَ اَللََّهُ شََاكِراً» يعني لم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست