responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 198

(1) -

المعنى‌

ثم بين سبحانه أفعالهم القبيحة فقال «إِنَّ اَلْمُنََافِقِينَ يُخََادِعُونَ اَللََّهَ وَ هُوَ خََادِعُهُمْ» قد ذكرنا معناه في أول البقرة و على الجملة خداع المنافقين لله إظهارهم الإيمان الذي حقنوا به دماءهم و أموالهم و قيل معناه يخادعون النبي كما قال‌ إِنَّمََا يُبََايِعُونَ اَللََّهَ فسمى مبايعة النبي مبايعة الله للاختصاص و لأن ذلك بأمره عن الحسن و الزجاج و معنى خداع الله إياهم أن يجازيهم على خداعهم كما قلناه في قوله‌ اَللََّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ و قيل هو حكمه بحقن دمائهم مع علمه بباطنهم و قيل هو أن يعطيهم الله نورا يوم القيامة يمشون به مع المسلمين ثم يسلبهم ذلك النور و يضرب بينهم بسور عن الحسن و السدي و جماعة من المفسرين «وَ إِذََا قََامُوا إِلَى اَلصَّلاََةِ قََامُوا كُسََالى‌ََ» أي متثاقلين «يُرََاؤُنَ اَلنََّاسَ» يعني أنهم لا يعملون شيئا من أعمال العبادات على وجه القربة إلى الله و إنما يفعلون ذلك إبقاء على أنفسهم و حذرا من القتل و سلب الأموال و إذا رآهم المسلمون صلوا ليروهم أنهم يدينون بدينهم و إن لم يرهم أحد لم يصلوا و به قال قتادة و ابن زيد و روى العياشي بإسناده عن مسعدة ابن زياد عن أبي عبد الله عن آبائه أن رسول الله سئل فيم النجاة غدا قال النجاة أن لا تخادعوا الله فيخدعكم‌فإنه من يخادع الله يخدعه و نفسه يخدع لو شعر فقيل له فكيف يخادع الله قال يعمل بما أمره الله ثم يريد به غيره فاتقوا الرياء فإنه شرك بالله إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر حبط عملك و بطل أجرك و لا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له «وَ لاََ يَذْكُرُونَ اَللََّهَ إِلاََّ قَلِيلاً» أي ذكرا قليلا و معناه لا يذكرون الله عن نية خالصة و لو ذكروه مخلصين لكان كثيرا و إنما وصف بالقلة لأنه لغير الله عن الحسن و ابن عباس و قيل لا يذكرون إلا ذكرا يسيرا نحو التكبير و الأذكار التي يجهر بها و يتركون التسبيح و ما يخافت به من القراءة و غيرها عن أبي علي الجبائي و قيل إنما وصف الذكر بالقلة لأنه سبحانه لم يقبله و كل ما رده الله فهو قليل‌} «مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذََلِكَ» أي مرددين بين الكفر و الإيمان يريد كأنه فعل بهم ذلك و إن كان الفعل لهم على الحقيقة و قيل معنى مذبذبين مطرودين من هؤلاء و من هؤلاء من الذب الذي هو الطرد وصفهم سبحانه بالحيرة في دينهم و أنهم لا يرجعون إلى صحة نية لا مع المؤمنين على بصيرة و لا مع الكافرين على جهالة و قال رسول الله إن مثلهم مثل الشاة العايرة بين الغنمين تتحير فتنظر إلى هذه و هذه لا تدري أيهما تتبع‌ «لاََ إِلى‌ََ هََؤُلاََءِ وَ لاََ إِلى‌ََ هََؤُلاََءِ» أي لا مع هؤلاء في الحقيقة و لا مع هؤلاء

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست