responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 176

(1) -

المعنى‌

لما ذكر سبحانه الوعد و الوعيد قال عقيب ذلك «لَيْسَ بِأَمََانِيِّكُمْ» معناه ليس الثواب و العقاب بأمانيكم أيها المسلمون عن مسروق و السدي و قيل الخطاب لأهل الشرك من قريش لأنهم قالوا لا نبعث و لا نعذب عن مجاهد و ابن زيد «وَ لاََ أَمََانِيِّ أَهْلِ اَلْكِتََابِ» أي و لا بأماني أهل الكتاب في أنه لا يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى و هذا يقوي القول الأخير على أنه لم يجر للمسلمين ذكر في الأماني و ذكر أماني الكفار قد جرى في قوله‌ وَ لَأُمَنِّيَنَّهُمْ هذاو قد وعد الله المؤمنين فيما بعد بما هو غاية الأماني «مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ» اختلف في تأويله على أقوال (أحدها) أنه يريد بذلك جميع المعاصي صغائرها و كبائرها و إن من ارتكب شيئا منها فإن الله سبحانه يجازيه عليها إما في الدنيا و إما في الآخرة عن عائشة و قتادة و مجاهد و روي عن أبي هريرة أنه قال لما نزلت هذه الآية بكينا و حزنا و قلنا يا رسول الله ما أبقت هذه الآية من شي‌ء فقال أما و الذي نفسي بيده إنها لكما أنزلت و لكن أبشروا و قاربوا و سددوا أنه لا تصيب أحدا منكم مصيبة إلا كفر الله بها خطيئته حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه رواه الواحدي في تفسيره مرفوعا و قال القاضي أبو عاصم القارئ العامري في هذا قطع لتوهم من توهم أن المعصية لا تضر مع الإيمان كما أن الطاعة لا تنفع مع الكفر. (و ثانيها) أن المراد به مشركو قريش و أهل الكتاب عن الحسن و الضحاك و ابن زيد قالوا و هو كقوله‌ وَ هَلْ نُجََازِي إِلاَّ اَلْكَفُورَ (و ثالثها) أن المراد بالسوء هنا الشرك عن ابن عباس و سعيد بن جبير «وَ لاََ يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اَللََّهِ وَلِيًّا وَ لاََ نَصِيراً» معناه و لا يجد هذا الذي يعمل سوءا من معاصي الله و خلاف أمره وليا يلي أمره ينصره و يحامي عنه و يدفع عنه ما ينزل به من عقوبة الله و لا نصيرا أي ناصرا ينصره و ينجيه من عذاب الله‌و من استدل بهذه الآية على المنع من جواز العفو عن المعاصي فإنا نقول له إن من ذهب إلى أن العموم لا ينفرد في اللغة بصيغة مختصة به لا يسلم أنها تستغرق جميع من فعل السوء بل يجوز أن يكون المراد بها بعضهم على ما ذكره أهل التأويل كابن عباس و غيره على أنهم قد اتفقوا على أن الآية مخصوصة فإن التائب و من كانت معصيته صغيرة لا يتناوله العموم فإذا جاز لهم أن يخصصوا العموم في الآية بالفريقين جاز لنا أن نخصها بمن يتفضل الله عليه بالعفو و هذا بين و الحمد لله و قوله سبحانه‌} «وَ مَنْ يَعْمَلْ مِنَ اَلصََّالِحََاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‌ََ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ» و إنما قال «وَ هُوَ مُؤْمِنٌ» ليبين أن الطاعة لا تنفع من دون الإيمان «فَأُولََئِكَ يَدْخُلُونَ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست