نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 173
(1) - تعالى «وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاََئِكَةِ أَ هََؤُلاََءِ إِيََّاكُمْ كََانُوا يَعْبُدُونَ ` قََالُوا سُبْحََانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنََا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كََانُوا يَعْبُدُونَ اَلْجِنَّ» أضافت الملائكة عبادتهم إلى الجن من قبل أن الجن دعتهم إلى عبادة الملائكة و قال ابن عباس كان في كل واحد من أصنامهم التي كانوا يعبدونها شيطان مريد يدعو المشركين إلى عبادتها فلذلك حسن إضافة العبادة إلى الأصنام و إلى الشيطان و قيل ليس في الآية إثبات المنفي بل ما يعبدون إلا الأوثان و إلا الشيطان و هو إبليس «لَعَنَهُ اَللََّهُ» أبعده الله عن الخير بإيجاب الخلود في نار جهنم «وَ قََالَ» يعني الشيطان لما لعنه الله «لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبََادِكَ نَصِيباً» أي حظا «مَفْرُوضاً» أي معلوما عن الضحاك و قيل مقدرا محدودا و أصل الاتخاذ أخذ الشيء على وجه الاختصاص فكل من أطاعه فإنه من نصيبه و حزبه كما قال سبحانه «كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاََّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ» و روي أن النبي قال في هذه الآية من بني آدم تسعة و تسعون في النار و واحد في الجنة و في رواية أخرى من كل ألف واحد لله و سائرهم للنار و لإبليس أوردهما أبو حمزة الثمالي في تفسيره و يقال كيف علم إبليس أن له أتباعا يتابعونه و الجواب علم ذلك من قوله «لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ» و قيل أنه لما نال من آدم ما نال طمع في ولده و إنما قال ذلك ظناو يؤيده قوله تعالى وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ«وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ» هذا من مقالة إبليس يعني لأضلنهم عن الحق و الصواب و إضلاله دعاؤه إلى الضلال و تسبيبه له بحبائله و غروره و وساوسه «وَ لَأُمَنِّيَنَّهُمْ» يعني أمنينهم طول البقاء في الدنيا فيؤثرون بذلك الدنيا و نعيمها على الآخرة و قيل معناه أقول لهم ليس وراءكم بعث و لا نشر و لا جنة و لا نار و لا ثواب و لا عقاب فافعلوا ما شئتم عن الكلبي و قيل معناه أمنينهم بالأهواء الباطلة الداعية إلى المعصية و أزين لهم شهوات الدنيا و زهراتها و أدعو كلا منهم إلى نوع يميل طبعه إليه فأصده بذلك عن الطاعة و ألقيه في المعصية «وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذََانَ اَلْأَنْعََامِ» تقديره و لآمرنهم بتبتيك آذان الأنعام فليبتكن أي ليشققن آذانهم عن الزجاج و قيل ليقطعن الآذان من أصلها و هو المروي عن أبي عبد الله (ع)
و هذا شيء قد كان مشركو العرب يفعلونه يجدعون آذان الأنعام و يقال كانوا يفعلونه بالبحيرة و السائبة و سنذكر ذلك في سورة المائدة إن شاء الله «وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اَللََّهِ» أي لآمرنهم بتغيير خلق الله فليغيرنه و اختلف في معناه فقيل يريد دين الله و أمره عن ابن عباس و إبراهيم و مجاهد و الحسن و قتادة و جماعة و هو المروي عن أبي عبد الله (ع) و يؤيده قوله سبحانه و تعالى «فِطْرَتَ اَللََّهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنََّاسَ عَلَيْهََا لاََ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللََّهِ» و أراد بذلك تحريم الحلال و تحليل الحرامو قيل أراد معنى الخصاء عن عكرمة و شهر بن حوشب و أبي
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 173