responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 172

(1) - «لَعَنَهُ اَللََّهُ» جملة في موضع النصب بأنها صفة لقوله: «شَيْطََاناً» و اللام في «لَأَتَّخِذَنَّ» و ما بعده لام اليمين و إنما يدخل على جواب القسم لأنه المقسم عليه فعلى هذا يكون القسم هنا مضمرا في الجميع.

المعنى‌

لما ذكر في الآية المتقدمة أهل الشرك و ضلالهم ذكر في هذه الآية حالهم و فعالهم فقال «إِنْ يَدْعُونَ» أي ما يدعون هؤلاء المشركون و ما يعبدون «مِنْ دُونِهِ» أي من دون الله «إِلاََّ إِنََاثاً» فيه أقوال (أحدها) إلا أوثانا و كانوا يسمون الأوثان باسم الإناث اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى و إساف و نائلة عن أبي مالك و السدي و مجاهد و ابن زيد و ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال كان في كل واحدة منهن شيطانة أنثى تتراءى للسدنة و تكلمهم و ذلك من صنع إبليس و هو الشيطان الذي ذكره الله فقال‌} «لَعَنَهُ اَللََّهُ» قالوا و اللات كان اسما لصخرة و العزى كان اسما لشجرة إلا أنهم نقلوهما إلى الوثن و جعلوهما علما عليهما و قيل العزى تأنيث الأعز و اللات تأنيث لفظ الله‌و قال الحسن كان لكل حي من العرب وثن يسمونه باسم العز تأنيث الأعز و اللات تأنيث لفظ الله و قال الحسن كان لكل حي من العرب وثن يسمونه باسم الأنثى (و ثانيها) أن المعنى إلا مواتا عن ابن عباس و الحسن و قتادة فعلى هذا يكون تقديره ما يعبدون من دون الله إلا جمادا و مواتا لا تعقل و لا تنطق و لا تضر و لا تنفع فدل ذلك على غاية جهلهم و ضلالهم و سماها إناثا لاعتقاد مشركي العرب الأنوثة في كل ما اتضعت منزلته و لأن الإناث من كل جنس أرذله و قال الزجاج لأن الموات يخبر عنها بلفظ التأنيث تقول الأحجار تعجبني و لا تقول يعجبونني و يجوز أن يكون إناثا سماها لضعفها و قلة خيرها و عدم نصرها (و ثالثها) أن المعنى إلا ملائكة لأنهم كانوا يزعمون أن الملائكة بنات الله و كانوا يعبدون الملائكة عن الضحاك «وَ إِنْ يَدْعُونَ إِلاََّ شَيْطََاناً مَرِيداً» أي ماردا شديدا في كفره و عصيانه متماديا في شركه و طغيانه يسأل عن هذا فيقال كيف نفى في أول الكلام عبادتهم لغير الأوثان ثم أثبت في آخره عبادتهم الشيطان فأثبت في الآخر ما نفاه في الأول أجاب الحسن عن هذا فقال أنهم لم يعبدوا إلا الشيطان في الحقيقة لأن الأوثان كانت مواتا ما دعت أحدا إلى عبادتها بل الداعي إلى عبادتها الشيطان فأضيفت العبادة إلى الشيطان بحكم الدعاء و إلى الأوثان لأجل أنهم كانوا يعبدونها و يدل عليه قوله‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست