نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 167
(1) -
فقلت انجوا منها نجا الجلد إنه # سيرضيكما منها سنام و غاربة
و نجوت فلانا إذا استنكهته قال:
نجوت مجالدا فشممت منه # كريح الكلب مات حديث عهد
و أصله من النجوة و هو ما ارتفع من الأرض فالمراد بنجواهم ما يديرونه بينهم من الكلام و فلان نجي فلان أي مناجيه و القوم أنجية .
الإعراب
«إِلاََّ مَنْ أَمَرَ» يجوز أن يكون من في موضع جر، المعنى إلا في نجوى من أمر و يجوز أن يكون استثناء ليس من الأول و يكون موضعها نصبا و يكون معناه لكن من أمر بصدقة أو معروف ففي نجواه خير و نصيب ابتغاء مرضاة الله لأنه مفعول له و يجوز أن يكون من أمر مجرور الموضع أيضا على اتباع لكثير بمعنى لا خير في كثير إلا فيمن أمر بصدقة كما يقال لا خير في القوم إلا نفر منهم و يكون النجوى هنا بمعنى المتناجين نحو قوله «وَ إِذْ هُمْ نَجْوىََ» و يجوز أيضا أن يكون استثناء حقيقيا على تقدير لا خير في نجوى الناس إلا نجوى من أمر و هذا أولى مما تقدم من الاستثناء المنقطع لأن حمل الكلام على الاتصال أولى إذا لم يخل بالمعنى.
النزول
قيل نزلت في بني أبيرق و قد مضت قصتهم عن أبي صالح عن ابن عباس و قيل نزلت في وفد من ثقيف قدموا على رسول الله ص و قالوا يا محمد جئناك نبايعك على أن لا نكسر أصنامنا بأيدينا و على أن نمتع بالعزى سنة فلم يجبهم إلى ذلك و عصمه الله منه عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس .
ـ
المعنى
ثم بين سبحانه لطفه برسوله و فضله عليه إذ صرف كيدهم عنه و عصمه من الميل إليهم فقال «وَ لَوْ لاََ فَضْلُ اَللََّهِ عَلَيْكَ وَ رَحْمَتُهُ» قيل فضل الله النبوة و رحمته نصرته إياه بالوحي و قيل فضله تأييده بألطافه و رحمته نعمته عن الجبائي و قيل فضله النبوة و رحمته العصمة «لَهَمَّتْ طََائِفَةٌ مِنْهُمْ» لقصدت و أضمرت جماعة من هؤلاء الذين تقدم ذكرهم «أَنْ يُضِلُّوكَ» فيه أقوال (أحدها) أن المعنى بهم الذين شهدوا للخائنين من بني أبيرق
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 167