responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 125

(1) - التفريق قال تبع لما ورد المدينة :

و لقد شربت على براجم شربة # كادت بباقية الحياة تذيع‌

أي تفرق و براجم ماء بالمدينة كان يشرب منه فتشبثت بحلقة علقة و ذاع الخبر ذيعا و رجل مذياع لا يستطيع كتمان خبر و أذاع الناس بما في الحوض إذا شربوه و أذاعوا بالمتاع ذهبوا به و الإذاعة و الإشاعة و الإفشاء و الإعلان و الإظهار نظائر و ضده الكتمان و الإسرار و الإخفاء و أصل الاستنباط الاستخراج يقال لكل ما استخرج حتى يقع عليه رؤية العين أو معرفة القلب قد استنبط و النبط الماء الذي يخرج من البئر أول ما تحفر و أنبط فلان أي استنبط الماء من طين حر و منه اشتقاق النبط لاستنباطهم العيون .

ـ

المعنى

«أَ فَلاََ يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ » أي أ فلا يتفكر اليهود و المنافقون في القرآن إذ ليس فيه خلل و لا تناقض ليعلموا أنه حجة و قيل ليعلموا أنهم لا يقدرون على مثله فيعرفوا أنه ليس بكلام أحد من الخلق و قيل ليعرفوا اتساق معانيه و ائتلاف أحكامه و شهادة بعضه لبعض و حسن عباراته‌و قيل ليعلموا كيف اشتمل على أنواع الحكم من أمر بحسن و نهي عن قبيح و خبر عن مخبر صدق و دعاء إلى مكارم الأخلاق و حث على الخير و الزهد مع فصاحة اللفظ و جودة النظم و صحة المعنى فيعرفوا أنه خلاف كلام البشر و الأولى أن تحمل على الجميع لأن من تدبر فيه علم جميع ذلك «وَ لَوْ كََانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اَللََّهِ» أي كلام غير الله أي لو كان من عند النبي أو كان يعلمه بشر كما زعموا «لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلاََفاً كَثِيراً» قيل فيه أقوال (أحدها) أن معناه لوجدوا فيه اختلاف تناقض من جهة حق و باطل عن قتادة و ابن عباس (و الثاني) اختلافا في الإخبار عما يسرون عن الزجاج (و الثالث) من جهة بليغ و مرذول عن أبي علي (و الرابع) تناقضا كثيرا عن ابن عباس و ذلك كلام البشر إذا طال و تضمن من المعاني ما تضمنه القرآن لم يخل من التناقض في المعاني و الاختلاف في اللفظ و كل هذه المعاني منفي عن كلام الله كما قال‌ لاََ يَأْتِيهِ اَلْبََاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاََ مِنْ خَلْفِهِ و هذه الآية تضمنت الدلالة على معان كثيرة منها بطلان التقليد و صحة الاستدلال في أصول الدين‌لأنه دعا إلى التفكر و التدبر و حث على ذلك و منها فساد قول من زعم أن القرآن لا يفهم معناه إلا بتفسير الرسول من الحشوية و غيرهم‌لأنه حث على تدبره ليعرفوه و يتبينوه و منها أنه لو كان من عند غيره لكان على وزان كلام عباده و لوجدوا الاختلاف فيه‌و منها أن المتناقض من الكلام لا يكون من فعل الله لأنه لو كان من فعله لكان من عنده لا من عند غيره و الاختلاف في الكلام يكون على‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست