responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 119

(1) - معناه التحضيض و لا تدخل إلا على الفعل.

النزول‌

قال الكلبي نزلت في عبد الرحمن بن عوف الزهري و المقداد بن الأسود الكندي و قدامة بن مظعون الجمحي و سعد بن أبي وقاص كانوا يلقون من المشركين أذى شديدا و هم بمكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة فيشكون إلى رسول الله ص و يقولون يا رسول الله ائذن لنا في قتال هؤلاء فإنهم قد آذونا فلما أمروا بالقتال و بالمسير إلى بدر شق على بعضهم فنزلت هذه الآية.

المعنى‌

ثم عاد سبحانه إلى ذكر القتال و من كرهه فقال «أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ» و هم بمكة «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» أي أمسكوا عن قتال الكفار فإني لم أومر بقتالهم «وَ أَقِيمُوا اَلصَّلاََةَ وَ آتُوا اَلزَّكََاةَ فَلَمََّا كُتِبَ» أي فرض «عَلَيْهِمُ اَلْقِتََالُ» و هم بالمدينة «إِذََا فَرِيقٌ مِنْهُمْ» أي جماعة منهم «يَخْشَوْنَ اَلنََّاسَ كَخَشْيَةِ اَللََّهِ» أي يخافون القتل من الناس كما يخافون الموت من الله و قيل يخافون الناس أن يقتلوهم كما يخافون الله أن يتوفاهم و قيل يخافون عقوبة الناس بالقتل كما يخافون عقوبة الله «أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً» قيل إن أو هنا بمعنى الواو أي أشد خشية و قيل إن أو هنا لإيهام الأمر على المخاطب و قد ذكرنا الوجوه في مثل هذا عند ذكر قوله سبحانه‌ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً في سورة البقرة «وَ قََالُوا رَبَّنََا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا اَلْقِتََالَ» قال الحسن لم يقولوا ذلك كراهية لأمر الله و لكن لدخول الخوف عليهم بذلك على ما يكون من طبع البشر و يحتمل أن يكونوا قالوا ذلك استفهاما لا إنكارا و قال إنما قالوا ذلك لأنهم ركنوا إلى الدنيا و آثروا نعيمها و على الأقوال كلها فلو لم يقولوا ذلك لكان خيرا لهم «لَوْ لاََ أَخَّرْتَنََا» أي هلا أخرتنا «إِلى‌ََ أَجَلٍ قَرِيبٍ» و هو إلى أن نموت و على ألا نموت بآجالنا ثم أعلم الله تعالى أن الدنيا بما فيها من وجوه المنافع قليل فقال «قُلْ» يا محمد لهؤلاء «مَتََاعُ اَلدُّنْيََا» أي ما يستمتع به من منافع الدنيا «قَلِيلٌ» لا يبقى «وَ اَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اِتَّقى‌ََ وَ لاََ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً» أي و لا تبخسون هذا القدر فكيف ما زاد عليه و الفتيل ما تفتله بيدك من الوسخ ثم تلقيه عن ابن عباس و قيل و ما في شق النواة لأنه كالخيط المفتول.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست