responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 910

(1) - يلحقه سهو ثم وصف سبحانه أولي الألباب فقال‌} «اَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ اَللََّهَ قِيََاماً وَ قُعُوداً وَ عَلى‌ََ جُنُوبِهِمْ» أي هؤلاء الذين يستدلون على توحيد الله بخلقه السماوات و الأرض هم الذين يذكرون الله قائمين و قاعدين و مضطجعين أي في سائر الأحوال لأن أحوال المكلفين لا تخلو من هذه الأحوال الثلاثة و قد أمروا بذكر الله تعالى في جميعها و قيل معناه يصلون لله على قدر إمكانهم في صحتهم و سقمهم فالصحيح يصلي قائما و السقيم يصلي جالسا و على جنبه أي مضطجعا فسمي الصلاة ذكرا رواه علي بن إبراهيم في تفسيره و لا تنافي بين التفسيرين لأنه غير ممتنع وصفهم بالذكر في هذه الأحوال و هم في الصلاة و هو قول ابن جريج و قتادة «وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» أي و من صفة أولي الألباب أن يتفكروا في خلق السماوات و الأرض و يتدبروا في ذلك ليستدلوا به على وحدانية الله تعالى و كمال قدرته و علمه و حكمته ثم يقولون «رَبَّنََا مََا خَلَقْتَ هََذََا بََاطِلاً سُبْحََانَكَ» أي ما خلقت هذا الخلق عبثا و قيل بالباطل و للباطل بل خلقته لغرض صحيح و حكمة و مصلحة ليكون دليلا على وحدانيتك و حجة على كمال حكمتك ثم ينزهونه عن كل ما لا يليق بصفاته أو يلحق نقصا بذاته فيقولون «سُبْحََانَكَ» أي تنزيها لك عما لا يجوز عليك فلم تخلقهما عبثا و لا لعبا بل تعريضا للثواب و الأمن من العقاب «فَقِنََا عَذََابَ اَلنََّارِ» بلطفك الذي يتمسك معه بطاعتك و في هذه الآية دلالة على أن الكفر و القبائح و الضلال ليست خلقا لله لأن هذه الأشياء كلها باطلة بلا خلاف و قد نفى الله تعالى ذلك بحكايته عن أولي الألباب الذين رضي أقوالهم بأنه لا باطل فيما خلقه فيجب بذاك القطع على أن القبائح كلها غير مضافة إليه و منفية عنه تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ثم حكى عن أولي الألباب الذين وصفهم بأنهم أيضا يقولون‌ «رَبَّنََا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ اَلنََّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ» قيل في وجوه (أحدها) أن معناه فضحته و أهنته فيكون منقولا من الخزي و نظيره قوله‌ «وَ لاََ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي» (و ثانيها) قول المفضل أن معناه أهلكته و أنشد:

أخزى الإله من الصليب إلهه # و اللابسين ملابس الرهبان‌

(و ثالثها) أن معناه أحللته محلا و وقفته موقفا يستحيا منه فيكون منقولا من الخزاية التي معناها الاستحياء و قال ذو الرمة :

خزاية أدركته بعد جولته # من جانب الدف مخلوطا به الغضب‌

و اختلف أهل التأويل في المعنى بهذه الآية فروي عن أنس بن مالك و سعيد بن المسيب و قتادة و ابن جريج أن الإخزاء يكون بالتأبيد في النار و هي خاصة بمن لا يخرج‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 910
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست